كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

وأماوأما ادغام الاقوى في الأضعف فلا يحسن وإدا جاء شيء من ذلك في القرآن بنقل الثقات وجب قبوله وإن كان غيره أفصح وأقيس وقوله تعالى : إن هذا الا خلق الأولين
731
- تعليل لما ادعوه من المساواة أي ما هذا الذي جئتنا به الاعادة الاولين يلفقون مثله ويدعون اليه أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة قديمة لم يزل الناس عليها أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا عادة الأولين الذين تقدمونا من اةباء وغيرهم ونحن بهم مقتدون وقرأ أبو قلابة والاصمعي عن نافع خلق بضم الخاء وسكون اللام والمعنى عليه كما تقدم
وقرأ عبد الله وعلقمة والحسن وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير والكسائي خلق بفتح الخاء وسكون اللام أي ما هذا إلا اختلاق الاولين وكذبهم ويؤيد هذا المعنى ماروى علقمة عن عبد الله أنه قرأ إلا اختلاق الاولين ويكون هذا كقول سائر الكفرة أساطير الاولين أو ما خلقنا هذا إلا خلق الاولين نحيى كما حيوا ونموت كما ماتوا ومرادهم إنكار البعث والحساب المفهوم من تهديدهم بالعذاب ولعل قولهم : وما نحن بمعذبين
831
- أي على ما نحن عليه من الأعمال أصرح في ذلك فكذبوه أي أصروا على تكذيبه عليه السلام فأهلكناهم بسببه بريح صرصر
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين
931
- وإن ربك لهو العزيز الرحيم
41
- كذبت ثمود المرسلين
141
- هو اسم أعجمي عند بعض والاكثرون على أنه عربي وترك صرفه لأنه اسم قبيلة وهو مفعول من الثمد وهو الماء القليل الذي لامادة له ومنه قيل فلان مثمود ثمدته النساء أي قطعن مادة مائه لكثرة غشيانه لهن ومثمود إذا كثر عليه السؤال حتى نفد مادة ماله أو ما يبقى في الجلد أو ما يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف وفي القاموس ثمود قبيلة ويصرف وتضم الثاء وقريء به أيضا وفي سبئك الذهب أنه في الأصل اسم لأبي القبيلة ثم نقل وجعل اسما لها ووجه تأنيث الفعل هنا نظير ما تقدم في قوله تعالى : كذبت عاد وكذا الكلام في قوله سبحانه : إذ قاله لهم أخوهم صالح ألا تتقون
241
- إني لكم رسول أمين
341
- فاتقوا الله وأطيعون
441
- وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين
541
- كالكلام فيما تقدم وقوله تعالى أتتركون في ما ههنا آمنين
641
- انكار لأن يتركوا فيما هم فيه من النعمة آمنين عن عذاب يوم عظيم فالاستفهام مثله في قوله تعالى السابق : أتبنونوقوله تعالى اللاحق : أتأتون وكأن القوم اعتقدوا ذلك فانكره عليه السلام عليهم وجوز أن يكون الاستفهام للتقرير تذكيرا للنعمة في تخليه تعالى إياهم وأسباب نفعهم آمنين من العدو ونحوه واستدعاء لشكر ذلك الايمان
وفي الكشف أن هذا أوفق في هذا المقام وما موصولة وههنا اشارة إلى المكان الحاضر القريب أي أتتركون في الذي استقر في مكانكم هذا من النعمة وقوله تعالى في جنت وعيون
741
- وزروع ونخل طلعها هضيم
841
- بدل من ما ههنا باعادة الجار كما قال أبو البقاء وغيره وفي الكلام اجمال وتفصيل نحو ما تقدم في قصة عاد
وجوز أن يكون ظرفا لآمين الواقع حالا وليس بذاك والهضيم الداخل بعضه في بعض كأنه هضم أي شدخ وسال عنه نافع بن الأزرق ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال له : المنضم بعضه إلى بعض فقال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول امريء القيس : دار لبيضاء العوارض طفلة مهضومة الكشحين ريا المعصم

الصفحة 112