كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

وقال الزهري : هو اللطيف أول ما يخرج وقال الزجاج : هو الذي رطبه بغير نوى وروي عن الحسن
وقيل : هو المتدلي لكثرة ثمره وقيل : هو النضيج من الرطب وروي عن عكرمة وقيل : الرطب المذنب وروي عن يزيد بن أبي زياد فوصف الطلع بالهضيم إما حقيقة أو مجازا وهو حقيقة وصف لثمره وجعل بعضهم على بعض ألاقوال الطلع مجازا عن الثمر لأوله اليه والنخل اسم جنس جمعي يذكر كما في قوله تعالى كأنهم أعجاز نخل منقعر ويؤنث كما هنا وليس ذلك لأن المراد به الاناث فانه معلوم بقرينة المقام ولو ذكر الضمير
وافراده بالذكر مع دخوله في الجنات لفضله على سائر أشجارها أو لأن المراد بها غيره من الاشجار
وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين
941
- أي أشرين بطرين كما روي عن ابن عباس ومحمد بن العلاء وجاء في رواية أخرى عن ابن عباس تفسيره بنشطين مهتمين وقال أبو صالح : أي حاذقين وبذلك فسره الراغب
وقال ابن زيد : أي اقوياء وأنت تعلم أن هذه الجملة داخلة في حيز الاستفهام السابق والأوفق به على القول الأول القول الأول وعلى القول الثاني كل من الأقوال الباقية وكلها سواء في ذلك إلا أنه يفهم من كلام بعضهم أن الفراهة حقيقة في النشاط مجاز في غيره وعليه يترجح تفسيره بنشطين إذا أريد التذكير
وقرأ ابو حيوة وعيسى والحسن تنحتون بفتح الحاء وقريء تنحاتون بألف بعد الحاء إشباعا وعن عبد الرحمن بن محمد عن ابيه أنه قرأ ينحتون بالياء آخر الحروف وكسر الحاء وعن أبي حيوة والحسن أيضا أنهما قرآ بالياء التحتية وفتح الحاء وقرأ عبد الله وابن عباس وزيد بن علي والكوفيون وابن عامر فارهين بألف بعد الفاء وقراءة الجمهور أبلغ لما ذكروا في حاذر وحذر وقرأ مجاهد متفرهين فاتقوا الله وأطيعون
51
- ولا تطيعوا أمر المسرفين
151
- كأنه عنى بالخطاب جمهور قومه وبالمسرفين كبراءهم واعلامهم في الكفر والاضلال وكانوا تسعة رهط ونسبة الاطاعة إلى الامر مجاز وهي للآمر حقيقة وفي ذلك من المبالغة ما لايخفى وكونه لايتناسب المقام فيه بحث ويجوز أن تكون الاطاعة مستعارة للامتثال لما بينهما من الشبه في الافضاء إلى فعل ما أمر به أو مجازا مرسلا عنه للزومه له ويحتمل أن يكون هناك استعارة مكنية وتخييلية وجوز عليه أن يكون الأمر واحد الأمور وفيه من البعد ما فيه والاسراف تجاوز الحد في كل ما يفعله الانسان وإن كان ذلك في الانفاق أشهر والمراد به هنا زيادة الفساد وقد أوضح ذلك على ما قيل بقوله تعالى : الذين يفسدون في الأرض ولعل المراد ذمهم بالضلال في أنفسهم بالكفر والمعاصي وإضلالهم غيرهم بالدعوة لذلك وللايماء إلى عدم اختصاص شؤم فعلهم بهم حثا على امتثال النهي قيل في الأرض والمراد بها أرض ثمود وقيل : الأرض كلها ولما كان يفسدون لاينافي إصلاحهم احيانا أردف بقوله تعالى : ولايصلحون
251
- لبيان كمال افسادهم وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا قالوا إنما أنت من المسحرين
351
- أي الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقولهم وقيل : أي من ذوي السحر أي الرئة فهو كناية عن كونه من الاناسي فقوله تعالى : ما أنت إلا بشر مثلنا على هذا تأكيد له وعلى الأول هو مستأنف للتعليل أي أنت مسحور لأنك بشر مثلنا لاتميز لك علينا فدعواك إنما هي لخلل في عقلك فأت

الصفحة 113