كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

على صحة دعواك إن كنت من الصادقين
451
- فيها قال هذه ناقة أي بعد ما أخرجها الله تعالى بدعائه
روي أنهم اقترحوا عليه ناقة عشراء تخرج من صخرة عينوها ثم تلد سقبا فقعد عليه السلام يتذكر فقال له جبريل عليه السلام صل ركعتين وسل ربك ففعل فخرجت الناقة وبركت بين أيديهم ونتجت سقبا مثلها في العظم فعند ذلك قال لهم : هذه ناقة لها شرب أي نصيب مشروب من الماء كالسقي والقيت للنصيب من السقي والقوت وكان هذا الشرب من عين عندهم
وفي مجمع البيان عن علي كرم الله تعالى وجهه أن تلك العين أول عين نبعت في الأرض وقد فجرها الله عز و جل لصالح عليه السلام ولكم شرب يوم معلوم
551
- فاقتنعوا بشربكم ولاتزاحموها على شربها
وقرأ ابن أبي عبلة شرب بضم الشين فيهما واستدل بالآية على جواز قسمة ماء نحو الآبار على هذا الوجه ولا تمسوها بسوء كضرب وعقر فيأخذكم عذاب يوم عظيم
651
- وصف اليوم بالعظم لعظم ما يحل فيه وهو أبلغ من عظم العذاب وهذا من المجاز في النسبة وجعل عظيم صفة عذاب والجر للمجاورة نحو هذا جحر ضب خرب ليس بشيء فعقروها نسب العقر اليهم كلهم مع أن عاقرها واحد منهم وهو قدار بن سالف وكان نساجا على ما ذ : ره غير واحد وجاء في رواية أن مسطعا ألجأها إلى مضيق في شعب فرماها بسهم فأصاب رجلها فسقطت ثم ضربها قدار لما روي أن عاقرها قال : لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين فكانوا يدخلون على المرأة في خدرهافيقول أترضين فتقول : نعم وكذلك الصبيان فرضوا جميعا وقيل : لأن العقر كان بأمرهم ومعاونتهم جميعا كما يفصح عنه قوله تعالى : فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر وفيه بحث فأصبحوا نادمين
751
- خوفا من حلول العذاب كما قال جمع وتعقب بأنه مردود بقوله تعالى : وقالوا أي بعد ما عقروها : يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين وأجيب بأن قوله بعدما عقروها في حيز المنع إد الواو لاتدل على الترتيب فيجوز أن يريدوا بما تعدنا من المعجزة أو الواو حالية أي والحال أنهم طلبوها من صالح ووعدوه الايمان بها عند ظهورها مع أنه يجوز ندم بعض وقول بعض آخر ذلك باسناد ما صدر من البعض إلى الكل لعدم نهيهم عنه أو نحو ذلك أو ندموا كلهم اولا خوفا ثم قست قلوبهم وزوال خوفهم أو على العكس وجوز أن يقال : إنهم ندموا على عقرها ندم توبة لكنه كان عند معاينة العذاب وعند ذلك لاينفع الندم وقيل : لم ينفعهم ذلك لأنهم لم يتلافوا ما فعلوا بالايمان المطلوب منهم
وقيل : ندموا على ترك سقبها ولا يخفى بعده ومثله ما قيل : إنهم ندموا على عقرها لما فاتهم به من لبنها فقد روي أنه إذا كان يومها أصدرتهم لبنا ماشاءوا فأخذهم العذاب الموعود وكان صيحة خمدت لها أبدانهم وانشقت قلوبهم وماتوا عن آخرهم وصب عليهم حجارة خلال ذلك
إن في ذلك آية وما كان أكثرهم مؤمنين
851
- وإن ربك لهو العزيز الرحيم
951
- كذبت قوم لوط المرسلين
61
- إذ قال لهم أخوهم لوط وكانوا من أصهاره عليه السلام ألا تتقون
161
- إني لكم رسول أمين
261
- فاتقوا الله وأطيعون
361
- وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين
461
- أتأتون الذكران من العلمين
561

الصفحة 114