كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

تصديرتصدير الجملة بضمير الخطاب تعظيما لفعلهم وتنبيها على أنهم مختصون بذلك كأنه قيل : بل أنتم قوم عادون لاغيركم قالوا لئن لم تنته يالوط عن توبيخنا وتقبيح أمرنا أو عما أنت عليه من دعوى الرسالة ودعوتنا إلى الايمان وإنكار ما أنكرته من أمرنا لتكونن من المخرجين
761
- أي من المنفيين من قريتنا المعهودين وكأنهم كانوا يخرجون من غضبوا عليه بسبب من الاسباب وقيل : بسبب إنكار تلك الفاحشة من بينهم على عنف وسوء حال ولهذا هددوه عليه السلام بذلك وعدلوا عن لنخرجنك الأخصر الى ما ذكر ولا يخفى ما في الكلام من التأكيد
قال إني لعملكم من القالين
861
- أي من المبغضين غاية البغض قال الراغب ويقليه فمن جعله من الواو فهو من القو أي الرمي من قولهم : قلت الناقة براكبها قلوا وقلوت بالقة إذا رميتها فكأن المقلو يقذفه القلب من بغضه فلا يقبله ومن جعله من الياء فهو من قليت السويق على المقلاة فكأن شدة البغض تقلي الفؤاد والكبد وتشعويهما فقول أبي حيان : إن قلي بمعنى أبغض يائي والذي بمعنى طبخ وشوى واوي ناش من قلة الاطلاع والعدول عن قالي إلى مافى النظم الجليل لأنه أبلغ إدا قيل : قالي لم يفد اكثر من تلبسه بالفعل بخلاف قوله من القالين إذ يفيد أنه مع تلبسه من قوم عرفوا واشتهروا به فيكون راسخ القدم عريق العرف فيه وقد صرح بذلك ابن جني وغيره واللام في لعملكم قيل للتبيين كما في سقيا لك فهو متعلق بمحذوف أعنى اعني وقيل : هي للتقوية ومتعلقها عند من يرى تعلق حرف التقوية محذوف أي اني من القالين لعملكم من القالين وقيل : هي متعلقة بالقالين المذكور ويتوسع في الظروف مالايتوسع في غيرها فتقدم حيث لايقدم غيرها والمراد بعملهم إما ما أنكره عليه السلام عليهم من إتيان الذكران وترك ما خلق ربهم سبحانه لهم وإما ما يشمل ذلك وسائر ما نهاهم عنه وأمرهم بضده من الأعمال القلبية والقالبية وقابل عليه السلام تهديدهم ذلك بما ذكر تنبيها على عدم الاكتراث به وأنه راغب في الخلاص من سوء جوارهم لشدة بغضه لعملهم ولذلك أعرض عن محاورتهم وتوجه إلى الله تعالى قائلا : رب نجني وأهلي مما يعملون
961
- أي من شؤم عملهم أو الذي يعملونه وعذابه الدنيوي وقيل : يحتمل أن يكون دعاء بالنجاة من التلبس بمثل عملهم وهو بالنسبة إلى الأهل دونه عليه السلام إذ لايخشى تلبسه بذلك لمكان العصمة واعترض بان العذاب كذلك إد لايعذب من لم يجن وفيه منع ظاهر كيف وقد قال سبحانه : واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وقيل : قد يدعو المعصوم بالحفظ عن الوقوع فيما عصم عنه كما يدل عليه قوله تعالى حكاية عن ابراهيم عليه السلام واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وهو مسلم إلا أن الظاهر أن المراد النجاة مما ينالهم بسبب عملهم من العذاب الدنيوي ويؤيده ظاهر قوله تعالى فنجيناه وأهله أجمعين
71
- إلا عجوزا في الغابرين
171
-
والظأهر أن المراد بأهله أهل بيته وجوز أن يكون المراد بهم من تبع دينه مجازا فيشمل أهل بيته المؤمنين وسائر من آمن به وقيل : لاحاجة إلى هذا التعميمإذ لم يؤمن به عليه السلام إلا أهل بيته والمراد بهذ العجوز امرأته عليه السلام وكانت كافرة مائلة إلى القوم راضية بفعلهم والتعبير عنها بالعجوز للايماء

الصفحة 116