كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

تخصيص الجواز بالفارسية لأنها أشرف اللغات بعد العربية لخبر لسان أهل الجنة العربي والفارسي الدري وفي رواية أخرى انها انما تجوز بالفارسية إذا كان ثناء كسورة الاخلاص أما إدا كان غيره فلا تجوز وفي أخرى أنها إنما تجوز بالفارسية في الصلاة إذا كان المصلي عاجزا عن العربية وكان المقروء ذكرا وتنزيها أما القراءة بها في غير الصلاة أو في الصلاة وكان القاريء يحسن العربية أو في الصلاة وكان القاريء عاجزا عن العربية لكن كان المقروء من القصص والأوامر والنواهي فانها لاتجوز وذكر أن هذا قول صاحبيه وكان رضي الله تعالى عنه قد ذهب إلى خلافه ثم رجع عنه اليه وقد صحح رجوعه عن القول بجواز القراءة بغير العربية مطلقا جمع من الثقات المحققين وللعلامة حسن الشرنبلالي رسالة في تحقيق هذ المسالة سماها النفحة القدسية في أحكام قراءة القرءان وكتابته بالفارسية فمن أراد التحقيق فليرجع اليها وكان رجوع الامام عليه الرحمة عما اشتهر عنه لضعف الاستدلال بهذه الآية عليه كما لايخفى على المتأمل
وفي الكشف أن القرءان كان هو المنرل للاعجاز الى ءاخر ما يذكر في معناه فلا شك أن الترجمة ليست بقرآن وان كان هو المعنى القائم بصحابه فلاشك أنه غير ممكن القراءة فان قيل : هو المعنى المعبر عنه بأي لغة كان قلنا لاشك في اختلاف الاسامي باختلاف اللغات وكا لايسمى القرآن بالتوراة لايسمى التوراة بالقرآن فالأسماء لخصوص العبارات فيها مدخل لا أنها لمجرد المعنى المشترك اه وفيه بحث فان قوله تعالى ولو جعلناه قرآنا أعجميا يستلزم تسميته قرآنا أيضا لو كان أعجميا فليس لخصوص العبارة العربية مدخل في تسميته قرآنا والحق أن قرآنا المنكر لم يعهد فيه نقل عن المعنى اللغوي فيتناول كل مقروء أما القرآن باللام فالمفهوم منه العربي في عرف الشرع فلخصوص العبارة مدخل في التسمية نظرا اليه وقد جاء كذلك في اةية الدالة على وجوب القراءة أعني قوله سبحانه فاقرؤا ما تيسر من القرآن وبذلك تم المقصود وجعل من فيه للتبعيض وإرادة المعنى من هذا البعض لايخفى ما فيه وقيل : إنه عائد على رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس بواضح وقرأ الأعمش زبر بسكون الباء
أو لم يكن لهم ءاية الهمزة للتقرير أو للانكار والنفي والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام كأنه قيل : أغفلوا عن ذلك ولم يكن لهم آية دالة على أنه تنزيل رب العالمين وإنه لفي زبر ألاولين على أن لهم متعلق بالكون قدم على اسمه الذي هو قوله تعالى أن يعلمه علميؤا بني إسرائيل
791
- لما مرارا من اسرائيل القرءان بنعوته المذ : ورة في كتبهم وعن قتادة أن الضمير للنبي صلى الله عليه و سلم وقيل : العلم على معناه المشهور والضمير للحكم السابق في قوله تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك الخ وفيه بعد كما لايخفى وذكر الثعلبي عن ابن عباس أن أهل مكة بعثوا إلى أحبار يثرب يسألونهم عن النبي فقالوا : هذا زمانه وذكروا نعته وخلطوا في أمر محمد صلى الله عليه و سلم فنرلت اةية في ذلك وهو ظاهر في أن الضمير له عليه الصلاة و السلام ويؤيده كون الآية مكية وقال مقاتل : هي مدنية وعلماء بني إسرائيل عبد الله بن سلام ونحوه كما روي عن ابن عباس ومجاهد وذلك أن جماعة منهم أسلموا ونصوا على مواضع من التوراة والانجيل

الصفحة 126