كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

الكتاب كأنه قيل فصدهم عن السجود لله تعالى وجوز أن يكون بتقدير إلى و لا زائدة أيضا والجار والمجرور متعلق بيهتدون كأنه قيل فهم لايهتدون إلى السجود له عز و جل وأنت تعلم أن زيادة لا وان وقعت في الفصيح خلاف الظاهر وجوز أن لايكون هناك تقدير والمصدر خبر مبتدأ محذوف أي دأبهم عدم السجود وقيل : التقدير هي أي أعمالهم عدم السجود وفيه ما مر آنفا وقرأ ابن عباس وأبو جعفر والزهري والسلمي والحسن وحميد والكسائي ألا بالتخفيف على أنها للاستفتاح ويا حرف نداء والمنادى محذوف أي ألا يا قوم اسجدوا كما في قوله
ألا يا أسلمى ذات الدمالج والعقد
ونظائره الكثيرة وسقطت الألف يا وألف الوصل في اسجدوا وكتبت الياء متصلة على خلاف القياس ووقف الكسائي في هذه القراءة على ياء وابتداء باسجدوا وهو وقف اختيار وفي البحر الذي أذهب اليه أن مثل هذا التركيب الوارد عن العرب ليست يا فيه للنداء والمنادى محذوف لأن المنادى عندي لايجوز حذفه لأنه قد حذف الفعل العامل في النداء وانحذف فاعله لحذفه فلو حذفنا المنادى لكان في ذلك حذف جملة النداء وحذف متعلقه وهو المنادى وإذا وإذا لم نحذفه كان دليلا على العامل فيه وهو جملة النداء وليس حرف الندا حرف جواب كنعم وبلى ولا وأجل فيجوز حذف الجملة بعده كما يجوز حذفها بعدهن لدلالة ما سبق من السؤال على الجملة المحذوفة فيا عندي في تلك التراكيب حرف تنبيه أكد به الا التي للتنبيه وجاز ذلك لاختلاف الحرفين ولقصد المبالغة في التوكيد وإذا كان قد وجد التأكيد في اجتماع الحرفين المختلفي اللفظ العاملين في قوله

الصفحة 191