كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)
يكونيكون عطفا على يرون وجملة لابشرى حال بتقدير القول فلا يضر الفصل به وضمير الجمع على ما استظهره أبو حيان لأنهم المحدث عنهم وحكاه الطبرسي عن مجاهد وابن جريج للذين لايرجون أي ويقول أولئك الكفرة حجرا محجورا
22
- وهي كلمة تقولها العرب عند لقاء عدو موتور وهجوم نازلة هائلة يضعونها موضع الاستعاذة حيث يطلبون من الله تعالى أن يمنع المكروه فلا يلحقهم فكأن المعنى نسأل الله تعالى أن يمنع ذلك منعا ويحجره حجرا
وقال الخليل : كان الرجل يرى الرجل الذي يخاف من القتل في الجاهلية في الأشهر الحرم فيقول : حجرا محجورا أي حرام عليك التعرض لي في هذاالشهر فلا يبدؤه بشر وقال أبو عبيدة : هي عوذة للعرب يقولها من يخاف ءاخر في الحرم أو في شهر حرام إذا لقيه وبينهما ترة وقال أبو علي الفارسي : مما كانت العرب تستعمله ثم ترك قولهم حجرا محجورا وهذا كان عندهم لمعنيين أحدهما أن يقال عند الحرمان إذا سئل الانسان فقال ذلك علم السائل أنه يريد أن يحرمه ومنه قوول المتلمس : حنت إلي النخلة القصوى فقلت لها حجرا حرام ألا تلك الدهاريس والمعنى الآخر الاستعاذة كان الانسان إذا سافر فرأى ما يخاف قال حجرا محجورا أي حرام عليك التعرض لي انتهى وذكر سيبويه حجرا من المصادر المنصوبة غير المتصرفة وأنه واجب اضمار ناصبها وقال : ويقول الرجل للرجل أتفعل كذل فيقول : حجرا وهي من حجره إذا منعه لأن المستعيذ طالب من الله تعالى أن يمنع المكروه من أن يلحقه والاصل فيه فتح الحاء وقريء به كما قال أبو البقاء لكن لما خصوا استعماله بالاستعاذة أو الحرمان صار كالمنقول فلما تغير معناه تغير لفظه عما هو أصله وهو الفتح إلى الكسر وقد جاء فيه الضم أيضا وهي قراءة أبي رجاء والحسن والضحاك ويقال فيه حجرى بألف التأنيث ومثله في التغيير عن أصله قعدك الله تعالى بسكون العين وفتح القاف وحكي كسرها عن المازني وأنكره الأزهري وقعيدك وهو منصوب على المصدرية والمراد رقيبك وحفيظك الله تعالى ثم نقل إلى القسم فقيل قعدك أو قعيدك الله تعالى لاتفعل وأصله باقعاد الله تعالى أي ادامته سبحانه لك وكذا عمرك الله بفتح الراء وفتح العين وضمها وهو منصوب على المصدرية ثم اختص القسم وأصله بتعميرك الله تعالى أي باقرارك له بالبقاء وما ذكر من أنه لازم النصب على المصدرية بفعل واجب الاضمار اعتراض عليه في الدر المصون بما أنشده الزمخشري : قالت وفيها حيدة وذعر عوذ بربي منكم وحجر فانه وقع فيه مرفوعا ووصفه بمحجورا للتأكيد كشعر شاعر وموت مايت وليل أليل وذكر أن مفعولا هنا للنسب أي ذو حجر وهو كفاعل يأتي لذلك وقيل : إنه على الاسناد المجازي وليس بذاك والمعنى أنهم يطلبون نزول الملائكة عليه السلام وهم إذا رأوهم كرهوا لقاءهم أشد كراهة وفزعوا منهم فزعا شديدا وقالوا ما كانوا يقولونه عند نزول خطب شنيع وحلول باس فظيع وقيل : ضمير يقولون للملائكة وروي ذلك عن أبي سعيد الخدري والضحاك وقتادة وعطية ومجاهد على ما في الدر المنثور قالوا : إن الملائكة يقولون للكفار حجرا محجورا أي حراما محرما عليكم البشرى أي جعلها الله تعالى حراما عليكم
الصفحة 6
220