كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

ومنومن العجيب ما نقله أبو حيان عن الكوفيين أنهم يجعلون الملأ اسم موصول وحوله متعلق بمحذوف وقع صلة له كأنه قيل : قال للذين استقروا حوله إن هذا لساحر عليم
43
- فائق في علم السحر يريد أن يخرجكم قسرا من أرضكم التي نشأتم فيها وتوطنتموها بسحره وفي هذا غاية التنفير عنه عليه السلام وابتغاء الغوائل له إذ من اصعب الأشياء على النفوس مفارقة الوطن لاسيما إذا كان ذلك قسرا وهو السر في نسبة الاخراج والأرض اليهم فماذا تأمرون
53
- أي أي أمر تأمرون فمحل ماذا النصب على المصدرية و تأمرون من الأمر ضد النهي ومفعوله محذوف أي تأمروني وفي جعله عبيده برعمه آمرين له مع ما كان يظهره لهم من دعوى الألوهية والربوبية ما يدل على أن سلطان المعجزة بهره وحيره حتى لايدري أي طرفيه أطول فزل عند ذكر دعوى الألوهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وانحط عن ذروة الفرعنة إلى حضيض المسكنة ولهذا أظهر استشعار الخوف من استيلائه عليه السلام على ملكه
وجوز أن يكون ماذا في محل النصب على المفعولية وأن يكون تأمرون من المؤامرة بمعنى المشاورة لأمر كل بما يقتضيه رايه ولعل ما تقدم أولى
قالوا أرجه وأخاه أي أخر أمرهما إلى أن تأتيك السحرة من أرجأته إذا أخرته ومنه المرجئة وهم الذين يؤخرون العمل لايأتونه ويقولون : لايضر مع الايمان معصية كما لاينفع مع الكفر طاعة
وقرأ أهل المدينة والكسائي وخلف أرجه بكسر الهاء وعاصم وحمزة أرجه بغير همز وسكون الهاء والباقون أرجه بالهمزة وضم الهاء وقال أبو علي : لابد من ضم الهاء مع الهمزة ولا يجوز غيره والأحسن أن لايبلغ بالضم الى الواو ومن قرأ بكسر الهاء فأرجه عنده من أرجيته بالياء دون الهمزة والهمز على ما نقل الطيبي أفصح وقد توصل الهاء المذكورة بياء فيقال : أرجهي كما يقال مررت بهي وذكر الزجاج أن بعض الحذاق بالنحو لايجوز إسكان نحوها أرجه أعني هاء الاضمار ورعم بعض النحويين جواز ذلك واستشهد عليه ببيت مجهول ذكره الطبرسي : وقال هو شعر لايعرف قائله والشاعر يجوز أن يخطيء
وقال بعض الأجلة : الاسكان ضعيف لأن هذه الهاء إنما تسكن في الوقف لكنه أجري الوصل مجرى الوقف وقيل : المعنى أحبسه ولعلهم قالوا ذلك لفرط الدهشة أو تجلدا ومداهنة لفرعون وإلا فكيف يمكنه أن يحبسه مع ماشاهده منه من الآيات وابعث في المدائن حاشرين
63
- شرطاء يحشرون السحرة ويجمعونهم عندك يأتوك مجزوم في جواب الأمر أي إن تبعثهم يأتوك بكل سحار كثير العمل بالسحر عليم
73
- فائق في علمه وليكون المهم هنا هو العمل أتوا بما يدل على التفضيل فيه وقرأ الأعمش وعاصم في رواية بكل ساحر عليم فجمع السحرة أي المعهودون على أن التعريف كما في المفتاح عهدي وقال الفاضل المحقق : إن المعهود قد يكون عاما مستغرقا كما هنا ولا منافاة بينهما كما يتوهم وفيه بحث فتأمل
لميقات يوم معلوم
38
- لما وقت به من ساعات يوم معين وهو وقت الضحى من يوم الزينة على أن الميقات من صفات الزمان وفي الكشاف هو ما وقت به أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الاحرام وقيل للناس

الصفحة 76