كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 19)

لداعلداع وقيل : هي للقسم وقاعدة التلازم بينها وبين النون فيما عدا صورة الفصل بينها وبين الفعل بحرف التنفيس وصورة الفصل بينهما بمعمول الفعل كقوله تعالى : لألى الله تحشرون وقال أبو علي : هي اللام التي في لاقومن ونابت سوف عن احدى نوني التأكد فكأنه قيل : فلتعلمن وقوله تعالى حكاية عنه : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين
94
- بيان لمفعول تعلمون المحذوف الذي أشرنا اليه وتفصيل لما أجمل ولذا فصل وعطف بالفاء في محل آخر وقد مر معنى من خلاف قالوا أي السحرة لاضير أي لاضرر علينا فيما ذكرت من قطع الأيدي وما معه والضير مصدر ضار وجاء مصدره أيضا ضورا وهو اسم لا وخبرها محذوف وحذفه في مثل ذلك كثير وقوله تعالى : إنا إلى ربنا أي الذي آمنا به منقلبون
5
- تعليل لنفي الضير علينا فيما تفعل لأنه لابد من الموت بسبب من الأسباب والانقلاب إلى الله عز و جل
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد وحاصله نفي المبالاة بالقتل معللا بانه لابد من الموت ونظير ذلك قول علي كرم الله تعالى وجهه لاأبالي أوقعت على الموت أم وقع الموت علي أو لاضير علينا في ذلك لأن مصيرنا ومصيرك إلى رب يحكم بيننا فينتقم لنا منك وفي معنى ذلك قوله : إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ولم يرتضه بعضهم لأن فيه تفكيك الضمائر لكونها للسحرة فيما قبل وبعد ومنع بدخولهم في ضمير الجمع فتأمل وقوله تعالى إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أي لأن كنا أول المؤمنين
15
- تعليل ثان لنفي الضير ولم يعطف ايذانا بأنه مما يستقل بالعلية وقيل إن عدم العطف لتعلق التعليل بالمعلل الأول مع تعليله وجوز أن يكون تعليلا للعلة والأول أظهر أي لاضير علينا في ذلك إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا لكوننا أول المؤمنين والطمع اما على بابه كما استظهره أبو حيان لعدم الوجوب على الله عز و جل وإما بمعنى التيقن كما قيل به في قول إبراهيم عليه السلام والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين وقولهم : أول المؤمنين يحتمل أنهم أرادوا به أول المؤمنين من أتباع فرعون أو أول المؤمنين منن أهل المشهد أو أول المؤمنين من أهل زمانهم ولعل الاخبار بكونهم كذلك لعدم علمهم بمؤمن سبقهم بالايمان فهو اخبار مبني على غالب الظن ولا محذور فيه كذا قيل وقيل : أرادوا أول من أظهر الايمان بالله تعالى وبرسوله عند فرعون كفاحا بعد الدعوة وظهور الآية فلا يرد مؤمن آل فرعون وآسية وكذا لايرد بنو اسرائيل لأنهم كما في البحر كانوا مؤمنين قبلهم إما لعدم علم السحرة بذلك أو لأن كلا من المذكورين لم يظهر الايمان بالله تعالى ورسوله عند فرعون كفاحا بعد الدعوة وظهور الآية فتأمل
وقرأ أبان بن تغلب وأبو معاذ إن كنا بكسر همزة إن وخرج على أن إن شرطية والجواب محذوف يدل عليه ما قبله أي أن كنا أول المؤمنين فانا نطمع وجعل صاحب اللوامح الجواب إنا نطمع المتقدم وقال :

الصفحة 80