كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 20)

بلسان عربي مبين وعن أبي هريرة أنه قال : فيها من كل لون وما بين قرنيها فرسخ للراكب وفي رواية أخرى عن ابن عباس أن لها عنقا مشرفا يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب ولها وجه كوجه الانسان ومنقار كنقار الطير ذات وبر وزغب وعن وهب وجهها وجه رجل وسائر خلقها كخلق الطير وصرح في بعض الروايات بأن لها جناحين وذكر بعضهم أن طولها ستون ذراعا واختلف في محل خروجها فقيل : المسجد الحرام لما أخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الدابة فقال حذيفة : يا رسول الله من أين تخرج قال : من أعظم المساجد حرمة على الله تعالى بينما عيسى عليه السلام يطوقف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل وينشق الصفا مما يلي المسجد فتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمن وكافر : أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن وأما الكافر فتكتب بين عينيه نكتة سوداء وتكتب كافر
وأخرج ابن أبي شيبة والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عمر قال : تخرج الدابة من جبل جياد في أيام التشريق والناس بمنى وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تخرج دابة الأرض من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد وهي دابة ذات وبر وقوائم
ؤاخرج البخاري في تأريخه وابن ماجة وابن مردويه عن بريدة رضي الله تعالى عنها قال : ذهب بي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الى موضع بالبادية قريب من مكة فاذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : تخرج الدابة من هذا الموضع فاذا شبر في شبر
وجاء في بعض الروايات أنها تخرج من أقصى البادية وفي بعض من مدينة قوم لوط وفي بعض أن لها ثلاث خرجات في الدهر : تخرج في أول خرجة في أقصى اليمن منتشرا ذكرها بالبادية ولايدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم تخرج خرجة أخرى فيعلو ذكرها في البادية ويدخل القرية ثم بينما الناس في أعظم المساجد حرمة لم يرعهم إلا وهي في ناحية المسجد من الركن الاسود وباب بني مخزوم فيرفض الناس عنها شتى وتثبت عصابة من المسلمين عرفوا أنهم لن يجزوا الله تعالى فتنفض عن رأسها التراب فتجلو عن وجههم حتى كأنهم الكواكب الدرية واختلف أيضا في أنها هل تخلق يوم تخرج أو هي مخلوقة الآن فقيل : إنها تخلق يوم تخرج وقيل : إنها مخلوقة الآن لكن لم تؤمر بالخروج
واستدل بما روي عن ابن عباس أن قرع الصفا بعصاه وهو محرم وقال : إن الدابةلتسمع قرع عصاي هذه وعليه من يقول : إنها الثعبان ومن يقول : إنها الجساسة التي تتجسس الاخبار للدجال كما هو المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وزعم بعضهم أنها مخلوقة في عهد الأنبياء المتقدمين عليهم السلام فقد أخرج ابن ابي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن أن موسى عليه السلام سأل ربه سبحانه أن يريه الدابة فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لايرى واحد من طرفيها فرأى عليه السلام منظرا فظيعا فقال : يا رب ردها فردها وجاء في حديث أخرجه نعيم بن حماد في الفتن والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود أنها إذا خرجت تقتل إبليس عليه اللعنة وهو ساجد وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها وتحقق هلاكه عنده والاخبار في هذه الدابة كثيرة

الصفحة 23