كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 20)
ظرفا للتوسع فيه أو قال إن أل هنا حرف تعريف لإرادة الثبوت سجوز أن يكون لك متعلقا بالناصحين أو بمحذوف يفسره ذلك
واستدل القرطبي وغيره بالآية على جواز النميمة لمصلحة دينية فخرج منها أي من المدينة ممتثلا خائفا يترقب لحوق الطالبين قال رب نجني من القوم الظالمين
12
- ولما توجه أي صرف وجهه تلقاء مدين أي ما يقابل جانبها وتلقاء في الأصل مصدر انتصب على الظرفية ومدين قرية شعيب سميت باسم مدين بن ابراهيم عليه السلام ولم يكن في سلطان فرعون ولذا توجه لقريته وقيل توجه اليها لمعرفته به وقيل لقرابته منه عليهما السلام وكان بينها وبين مصر مسيرة ثمان
قال عسى ربي أن يهديني سوآء السبيل
22
- أي وسط الطريق المؤدي إلى النجاة وإنما قال عليه السلام ذلك توكلا على الله تعالى وثقة بحسن توفيقه عز و جل وكان عليه السلام لايعرف الطرق فعن ثلاث طرائق فاخذ الوسطى وأخذ طالبوه في الأخريين وقالوا : المريب لا يأخذ في أعظ الطرق ولا يسلك إلا بنياتها فبقي ثمان ليال وهو حاف لايطعم إلا ورق الشجر وعن سعيد بن جبير أنه عليه السلام لم يصل حتى سقط خف قدميه وروي أن ه عليه السلام أخذ يمشي من غير معرفة فهداه جبريل عليه السلام إلى مدين وعن السدي أنه عليه السلام أخذ في بنيات الطريق فجاء ملك على فرس بيده عنزة فلما رآه موسى عليه السلام سجد له أي خضع من الفرق فقال : لاتسجد لي ولكن اتبعني وانطلق حتى انتهى به إلى مدين
ولما ورد ماء مدين أي وصل اليه وورد والورود بمعنى الدخول وبمعنى الشرب وليس شيء منهما مرادا والمراد بماء مدين بئر كانوا يسقون منها فهو مجاز من إطلاق الحال وإرادة المحل وجد عليه أي فوق شفيره ومستقاه أمة من الناس أي جماعة كثيرة مختلفي الأصناف ويشعر بالقيد الأول التنوين وبالثاني من الناس لشموله للاصناف المختلفة وهي فائدة ذكره وقيل فائدته تحقير أولئك الجماعة وأنهم لئام لا يعرفون بغير جنسهم أو محتاجون إلى بيان أنهم من البشر يسقون الظاهر أنهم كانوا يسقون مواشي مختلفة الأنواع بمعنى أن منهم من كان يسقي إبلا ومنهم من كان يسقي غنما وهكذا وتخصص سقيهم بنوع يحتاج إلى توقيف ووجد من دونهم أي في مكان أسفل من مكانهم وقيل : من قربهم أو من سواهم أو مما يلي جهته إدا قدم عليهم وإلى هذا الأخير ذهب ابن عطية حيث قال : المعنى ووجد من الجهة التي وصل اليها قبل أن يصل إلى الأمة امرأتين اسم إحداهما قيل ليا وقيل عبرا وقيل شرفا واسم الأخرى قيل صفوريا وقيل صفوراء وقيل صفيراء وفي الكشاف صفيراء اسم الصغرى واسم الكبرى صفراء تذودان كانتا تمنعان غنمهما عن الماء خوفا من السقاة الأقوياء قال ابن عباس وغيره وقيل تمنعان غنمهما عن التقدم إلى البئر لئلا تختلط بغيرها وحكي ذلك عن الزجاج وقال قتادة : تمنعان الناس عن غنمهما وقال الفراء : تحبسان غنمهما عن أن تتفرق وفي جميع هذه الأقوال تصريح بأن المذود كان غنما والظاهر أن ذلك عن توقيف وقيل تذودان عن وجوههما نظر الناظرين لتسترهما وهذأ كما ترى قال ما خطبكما
أي ما مخطوبكما