كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 22)

فذلك قوله تعالى : وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فإنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله تعالى : وأصحاب المشأمة ماأصحاب المشأمة والسابقون السابقون فإنا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله تعالى : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم وأنا أتقى ولد آدم وأكرمكم على الله تعالى ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب فان المتبادر من البيت الذي هو قسم من القبيلة البيت النسبى وأختلف في المراد بأهله فذهب الثعلبي الى أن المراد بهم جميع بني هاشم ذكورهم وإناثهم والظاهر أنه أراد مؤمني بني هاشم وهذا هو المراد بالآل عند الحنيفة وقال بعض الشافعية : المراد بهم آله صلى الله تعالى عليه وسلم الذين هم مؤمنو بني هاشم والمطلب وذكر الراغب أن أهل البيت تعورف في أسرة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مطلقا وأسرة الرجل على ما في القاموس رهطه أي قومه وقبيلته الأدنون وقال في موضع آخر : صار أهل البيت متعارفا في ءاله عليه الصلاة و السلام وصح عن زيد إبن أرقم في حديث أخرجه مسلم أنه قيل له : من أهل بيته نساؤه صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : لا أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده صلى الله تعالى عليه وسلم وفي آخر أخرجه هو أيضا مبين هؤلاءالذين حرموا الصدقة أنه قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس وقال بعض الشيعة : أهل البيت سواء أريد به البيت المدر والخشب أم بيت القرابة والنسب عام أما عمومه على الثاني فظاهر وأما على الأول فلأنه يشمل الإماء والخدم فإن البيت المدري يسكنه هؤلاء أيضا وقد صح ما يدل على أن العموم غير مراد
أخرج الترمدي والحاكم وصححاه وإبن جرير وإبن المنذر وإبن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والسحين فجللهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
وجاء في بعض الروايات أنه عليه الصلاة و السلام أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثلاث مرات
وفي بعض آخر أنه عليه الصلاة و السلام ألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وفي لفظ آل محمد فأجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وجاء في رواية أخرجها الطبراني عن أم سلمة أنها قالت : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنك على خير وفي أخرى رواها إبن مردويه عنها أنها قالت ألست من أهل البيت فقال إنك إلى خير إنك من أزواج النبي وفي آخرها رواها الترمذي وجماعة عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي عليه الصلاة و السلام قال : قالت أم سلمة وأنا معهم : يانبي الله قال : أنت على مكانك وأنك على خير وأخبار إدخاله صلى الله تعالى عليه وسلم عليا وفاطمة وإبنيهما رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء وقوله عليه الصلاة و السلام

الصفحة 14