كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 22)

للتلاوة في البيوت دون النزول فيها مع انها الأنسب لكونها مهبط الوحي لعمومها لجميع الآيات ووقوعها في كل البيوت وتكررها الموجب لتمكنهن من الذكر والتذكير بخلاف النزول وقيل : ان ذلك لرعاية الحكمة بناء على ان المراد بها السنة فإنها لم تنزل نزول القرآن وتعقب بأنها لم تتل أيضا تلاوته وعدم تعيين التالي لتعم تلاوة جبريل وتلاوة النبي عليهما الصلاة والسلام وتلاوتهن وتلاوة غيرهن تعليما وتعلما
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما تتلى بتاء التأنيث إن الله كان لطيفا خبيرا 43 يعلم ويدبر ما يصلح في الدين ولذلك فعل ما فعل من الأمر والنهي أو يعلم من يصلح للنبوة ومن يستأهل أن يكون من أهل بيته وقيل : يعلم الحكمة حيث أنزل كتابه جامعا بين الوصفين وجوز بعضهم أن يكون اللطيف ناظرا للآيات لدقة أعجازها والخبير للحكمة لمناسبتها للخبرة
إن المسلمين والمسلمات أي الداخلين في السلم المنقادين لحكم الله تعالى أو المفوضين أمرهم لله عزوجل من الذكور والإناث والمؤمنين والمؤمنات المصدقين بما يجب أن يصدق به من الفريقين
والقانتين والقانتات المداومين على الطاعات القائمين بها والصادقين والصادقات في أقوالهم التي يجب الصدق فيها وقيل في القول والعمل
وأخرج إبن أبي حاتم عن إبن جبير أنه قال أي في إيمانهم والصابرين والصابرات على المكاره وعلى العبادات وعن المعاصي والخاشعين والخاشعات المتواضعين لله تعالى بقلوبهم وجوارحهم
وقيل : الذين لا يعرفون من عن أيمانهم وشمائلهم إذا كانوا في الصلاة والمتصدقين والمتصدقات بما يحسن التصدق به من فرض وغيره والصائمين والصائمات الصوم المشروع فرضا كان أو نفلا وعن عكرمة الإقتصار على صوم رمضان وقيل : من تصدق في كل أسبوع بدرهم فهو من المتصدقين ومن صام البيض من كل شهر فهو من الصائمين والحافظين فروجهم والحافظات عما لا يرضى به الله تعالى
والذاركرين الله كثيرا والذاكرات بالألسنة والقلوب ومدار الكثرة العرف عند جمع وأخرج عبدالرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وإبن المنذر وإبن أبي حاتم عن مجاهد قال : لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله تعالى قائما وقاعدا ومضطجعا
وأخرج أبو داؤد والنسائي وإبن ماجه وغيرهم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : إذا أيقظ الرجل أمرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وقيل : المراد بذكر الله تعالى ذكر آلائه سبحانه ونعمه وروى ذلك عن عكرمة ومآل هذا إلى الشكر وهو خلاف الظاهر
أعد الله لهم بسبب كسبهم ما ذكر من الصفات مغفرة لما أقترفوا من الصغائر لأنهن مكفرات بالأعمال الصالحة كما ورد وأجرا عظيما 53 على ما عملوا من الطاعات والآية وعد للأزواج المطهرات وغيرهن ممن أتصفت بهذه الصفات أخرج أحمد والنسائي وغيرهما عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت :

الصفحة 21