كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 22)

قدس سره كلام في حديث اللبنة قد إنتقده عليه جماعة من الأجلة فعليك بالتمسك بالكتاب والسنة والله تعالى الحافظ من الوقوع في المحنة ونصب رسول على إضمار كان لدلالة كان المتقدمة عليه والواو عاطفة للجملة الإستدراكية على ما قبلها وكون لكن المخففة عند الجمهور للعطف إنما هو عند عدم الواو وكون ما بعدها مفردا وجوز أن يكون النصب بالعطف على أبا أحد وقرأ عبدالوارث عن أبي عمرو لكن بالتشديد فنصب رسول على أنه أسم لكن والخبر محذوف تقديره ولكن رسول الله وخاتم النبيين هو أي محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وقال الزمخشري : تقديره ولكن رسول الله من عرفتموه أي لم يعش له ولد ذكر وحذف خبر لكن وأخواتها جائز إذا دل عليه الدليل ومما جاء في لكن قول الشاعر : فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي ولكن زنجيا عظيم المشافر أي ولكن زنجيا عظيم المشافر أنت وفيه بحث لا يخفى على ذي معرفة وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما وإبن أبي عبلة بتخفيف لكن ورفع رسولوخاتم أي ولكن هو رسول ا لله إلخ كما قال الشاعر : ولست الشاعر السفاف فيهم ولكن مدرة الحرب العوالي أي ولكن أنا مدرة ؤكان الله بكل شيء أعم من أن يكون موجودا أو معدوما عليما 04 فيعلم سبحانه الأحكام والحكم التي بينت فيما سبق والحكمة في كونه عليه الصلاة و السلام خاتم النبيين
ياأيها الذين آمنوا أذكروا الله بما هو جل وعلا أهله من التهليل والتحميد والتمجيد والتقديس ذكرا كثيرا 14 يعم أغلب الأوقات والأحوال كما قال غير واحد وعن إبن عباس الذكر الكثير أن لا ينسى جل شأنه وروى ذلك عن مجاهد أيضا وقيل : أن يذكر سبحانه بصفاته العلى وأسمائه الحسنى وينزه عما لا يليق به وعن مقاتل هو أن يقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر على كل حال وعن العترة الطاهرة رضي الله تعالى عنهم من قال ذلك ثلاثين مرة فقد ذكر الله تعالى ذكرا كثيرا وفي مجمع البيان عن الواحدي بسنده إلى الضحاك بن مزاحم عن إبن عباس قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : يامحمد قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد ما علم وزنة ما علم وملء ما علم فإنه من قالها كتب له بها ست خصال كتب من الذاكرين الله تعالى كثيرا وكان أفضل من ذكره بالليل والنهار وكن له غرسا في الجنة وتحاتت عنه خطاياه كما تحات ورق الشجرة اليابسة وينظر الله تعالى إليه ومن نظر الله تعالى إليه لم يعذبه كذا رأيته في مدونه فلا تغفل وقال بعضهم : مرجع الكثرة العرف
وسبحوه ونزهوه سبحانه عما لا يليق به بكرة وأصيلا 24 أي أول النهار وآخره وتخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر ألأوقات بل لإنافة فضلهما على سائر الأوقات لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار وتلتقي فيهما كأفراد التسبيح من بين الأذكار مع إئدراجه فيها لكونه العمدة بينها وقيل : كلا الأمرين متوجه إليهما كقولك : صم وصل يوم الجمعة وبتفسير الذكر الكثير بما يعم أغلب الأوقات لا تبقى حاجة إلى تعلقهما بالأول وعن إبن عباس أن المراد بالتسبيح الصلاة أي بإطلاق الجزء على الكل والتسبيح بكرة صلاة الفجر والتسبيح أصيلا صلاة العشاء وعن قتادة نحو ما روى عن إبن عباس إلا أنه قال : أشار

الصفحة 42