كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 22)

التي لم تسم وكمارية القبطية والجارية التي وهبتها له عليه الصلاة و السلام زينب وقد سمعت الكلام فيهما آنفا والمراد ببنات عمه وبنات عماته بنات القرشيين وبنات القرشيات فإنه يقال للقرشيين قربوا أو بعدوا أعمامه وللقرشيات قربن أو بعدن عماته عليه الصلاة و السلام والمراد ببنات خاله وبنات خالاته بنات بني زهرة ذكورهم وإناثهم وإلى هذا ذهب الطبرسي في مجمع البيان ولم يذكر غيره وإطلاق الأعمام والعمات على أقارب الشخص من جهة أبيه ذكورا وإناثا قربوا أو بعدوا والأخوال والخالات على أقاربه من جهة أمه كذلك شائع في العرف كثير في الإستعمال
واللاتي نكحهن ودخل بهن صلى الله تعالى عليه وسلم من القرشيات ست وكان نكاحه بعضهن قبل نزول الآية بيقين ونكاحه بعضهن الآخر محتمل للقبلية والبعدية كما لا يخفى على من راجع كتب السير وسمع ما قيل في وقت نزول الآية ولم نقف على أنه عليه الصلاة و السلام نكح أحدا من الزهريات أصلا فالمراد بإحلال نكاح أولئك مجرد جوازه وهو لا يستدعي الوقوع وإذا حمل العم على أخي الأب والعمة على أخته والخال على أخي الأم والخالة على أختها أقتضى ظاهر الآية أن يكون له عم وعمة وخال وخالة كذلك وأن يكون لهم بنات وذلك مشهور في شأن العم والعمة وبناتهما فقد ذكر معظم أهل السير عدة أعمام له وعدة بنات لهم كالعباس ومن بناته أم حبيبة تزوجها أسود المخزومي وكان قد خطبها رسول الله على ما قيل فوجد أباها أخاه من الرضاعة كان قد أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب وكأبي طالب ومن بناته أم هانيء وقد سمعت ما قيل في شأنها وجمانة كانت إحدى المبايعات له صلى الله تعالى عليه وسلم وكانت تحت أبي سفيان بن الحرث عمها وكأبي لهب ومن بناته خالدة تزوجها عثمان بن أبي العاصي الثقفي وولدت له ودرة أسلمت وهاجرت وكانت تحت الحرث إبن نوفل ثم تحت دحية الكلبي وعزة تزوجها أو في بن أمية وكالزبير ومن بناته ضباعة زوجة المقداد بن الأسود وأم الحكم ويقال أنها أخته عليه الصلاة و السلام من الرضاعة وكان يزورها بالمدينة وكحمزة ومن بناته أمامة لما قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من عمرة القضاء أتى بها من مكة وزوجها سلمة بن أم سلمة ومقتضى قول القسطلاني أن حمزة أخوه صلى الله تعالى عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما ثويبة بلبن إبنها مسروح أنها لا تحل له عليه الصلاة و السلام بل ذكر هو أيضا أنها عرضت عليه فقال هي إبنة أخي من الرضاعة وكالحرث ومن بناته أروى زوجة أبي وداعة وكالمقوم ومن بناته من أسمها أروى أيضا زوجة إبن عمها أبي سفيان بن الحرث وذكروا أيضا له صلى الله تعالى عليه وسلم عدة عمات وعدة بنات لهن منهن أميمة ومن بناتها زينب أم المؤمنين وهي التي نزل فيها قوله تعالى : فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وأم حبيبة وكانت زوجة عبدالرحمن إبن عوف وحمنة وكانت عند مصعب بن عمير ثم عند طلحة أحد الشعرة ومنهن البيضاء ومن بناتها أروى أم عثمان رضي الله تعالى عنه وأم طلحة بنتا كريز بن ربيعة ومنهن عاتكة ومن بناتها قريبة بنت زاد الراكب أبي أمية إبن المغيرة ومنهن صفية ومن بناتها صفية بنت الحرث بن حارثة وأم حبيبة بنت العوام بن خويلد وأما الخال والخالة فلم يشتهر ذكرهما نعم ذكر في الإصابة فريعة بنت وهب الزهرية رفعها النبي وقال : من أراد أن ينظر إلى خالة رسول الله فلينظر إلى هذه وفيها أيضا فاختة بنت عمرو الزهرية خالة النبي
أخرج الطبراني من طريق عبدالرحمن بن عثمان الوقاصي عن إبن المنكدر عن جابر سمعت رسول الله

الصفحة 55