كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 22)

يقول : وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلاما وأمرتها أن لا تجعله جازرا ولا صائغا ولا حجاما والوقاصي ضعيف
وقال : في صفية بنت عبدالمطلب هي شقيقة حمزة أمهما هالة خالة رسول الله أي هالة بنت وهب كما في المواهب ولم نقف لهذه الخالة على بنت غير صفية عمته عليه الصلاة و السلام وكذا لم نقف على بنات لمن ذكرنا قبلها ووقفنا على خال واحد له عليه الصلاة و السلام وهو عبد يغوث بن وهب ولم نقف على بنت له وإنما وقفنا على إبنين أحدهما الأرقم وله إبن يسمى عبالله وهو صحابي كتب لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولصاحبيه وكان على بيت المال في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه وكان أثيرا عنده حتى أن حفصة روت عنه أنه قال لها : لولا أن ينكر على قومك لأستخلفت عبدالله بن الأرقم وقيل : هو إبن عبد يغوث والأرقم هو عبد يغوث والبخاري على ما قلنا وقد أسلم يوم الفتح وقال بعضهم فيه : خال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومن الناس من ذكر لعبدالله هذا أخا سماه عبدالرحمن بن الأرقم وأثبت له الصحبة وفي ذلك مقال وثانيهما الأسود وأطلق عليه النبي عليه الصلاة و السلام أسم الخال فقد روى أنه كان أحد المستهزئين به صلى الله تعالى عليه وسلم فقصد جبريل عليه السلام إهلاكه فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : ياجبريل خالي فقال : دعه عنك وله إبن هو عبدالرحمن وبنت هي خالدة وكانت من المهاجرات الصالحات وقد أطلق عليها أيضا أسم الخالة
أخرج المستغفري من طريق أبي عمير الجرمي عن معمر عن الزهري عن عبيدالله مرسلا قال : دخل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم منزله فرأى عند عائشة أمرأة فقال : من هذه ياعائشة قالت : هذه إحدى خالاتك فقال : أن خالاتي بهذه البلدة لغرائب فقالت : هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث فقال : سبحان الذي يخرج الحي من الميت قرأها مثقلة
وأخرج موسى بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة موصولا نحوه وفي هذا الخبر وما قبله إطلاق الخال والخالة على قرابة الأم وإن لم يكن الخال أخاها والخالة أختها وبذلك يتأيد ما ذكرناه سابقا فأحفظ ذاك والله تعالى يتولى هداك وإياك أن تظن الأمر فرضيا أو أن الخطاب وإن كان خاصا في الظاهر عام في الحقيقة فيكفي وجود بنات خال وبنات خالات لغيره عليه الصلاة و السلام كما يظن ذلك من يشهد العم بجهله ويصدق الخال عقله هذا وقد كثر السؤال عن حكمة أفراد العم والخال وجمع العمة والخالة حتى أن السبكي على ما قيل صنف جزأ فيه سماه الهمة في أفراد العم وجمع العمة
قال الخفاجي : وقد رأيت لهم فيه كلمات ضعيفة كقول الرازي إن العم والخال على زنة المصدر ولذا لم يجمعا بخلاف العمة والخالة وقيل لم يجمعا ليعما إذا أضيفا والعمة والخالة لا يعمان لتاء الوحدة وهي إن لم تمنع العموم حقيقة تأباه ظاهرا ولا يأبى ذلك قوله تعالى : في سورة النور بيوت أعمامكم وبيوت عماتكم لأنه على الأصل ثم قال : وأحسن منه ما قيل إن أعمامه صلى الله تعالى عليه وسلم العباس وحمزة رضي الله تعالى عنهما أخواه من الرضاع لا تحل له بناتهما وأبو طالب إبنته أم هانيء لم تكن مهاجرة وما أدعى ضعفه فهو كما قال وما زعم أنه أحسن منه إن كان كما نقلناه بهذا المقدار خاليا عن إسقاط شيء حسبما وجدناه في نسختنا فهو مما لا حسن فيه فضلا عن كونه أحسن وإن كان له تتمة فالنظر فيه بعد الإطلاع عليها إليك وأظنه على العلات ليس بشيء

الصفحة 56