كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 23)

في شرح المفصل : يجوز استعماله نكرة بعد التثنية والجمع نحو زيدان كريمان وزيدون كريمون وهو مختار الشيخ عبد القاهر وقد أشبعوا الكلام على ذلك في مفصلات كتب النحو ثم أن هذا البحث إنما يتأتى مع من لم يجعل لام الياس للتعريف أما من جعلها له فلا يتأتى الحث معه وقيل : هو جمع إلياسي بياء النسبة فخفف لاجتماع الياآت في الجر والنصب كما قيل أعجمين في أعجميين وأشعرين في أشعريين والمراد بالياسين قوم إلياس المخلصون فإنهم الأحقاء بأن ينسبوا إليه وضعف بقلة ذلك والياسه بالياس إذا جمع وإن قيل : حذف لام إلياس مزيل للإلباس وأيضا هو غير مناسب للسياق والسباق إذ لم يذكر آل أحد من الأنبياء
وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب وزيد بن علي آل ياسين بالإضافة وكتب في المصحف العثماني منفصلا ففيه نوع تأييد لهذه القراءة وخرجت عن أن ياسين اسم أبي إلياس ويحمل الآل على إلياس وفي الكناية عنه تفخيم له كما في آل إبراهيم عن نبينا صلى الله عليه و سلم وجوز أن يكون الآل مقمحا على أن ياسين هو إلياس نفسه
وقيل : ياسين فيها اسم لمحمد صلى الله عليه و سلم فآل ياسين آله عليه الصلاة و السلام أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال في سلام على آل ياسين نحن آل محمد آل ياسين وهو ظاهر في جعل ياسين اسما له صلى الله عليه و سلم وقيل : هو اسم للسورة المعروفة وقيل : اسم للقرآن فآل ياسين هذه الأمة المحمدية أو خواصها
وقيل : اسم لغير القرآن من الكتب ولا يخفى عليك أن السياق والسباق يأبيان أكثر هذه الأقوال
وقرأ أبو رجاء والحسن على الياسين بوصل الهمزة وتخريجها يعلم مما مر وقرأ ابن مسعود ومن قرأ معه فيما سبق إدريس سلام على إدراسين وعن قتادة وأن إدريس وقرأ على أدريسين وقرأ أبي على إيليس كما قرأ وإن إيليس لمن المرسلين
وإن لوطا لمن المرسلين
133
- إذ نجيناه وأهله أجمعين
134
- إلا عجوزا في الغابرين
135
- ثم دمرنا الآخرين
136
- سبق بيانه في الشعراء وإنكم يا أهل مكة لتمرون عليهم على منازلهم في متاجركم إلى الشام فإن سذوم في طريقه مصبحين
137
- داخين في الصباح وبالليل قيل أي ومساء بأن يراد بالليل أوله لأنه زمان السير ولوقوعه مقابل الصباح وقيل : أي نهارا وليلا وهو تأويل قبل الحاجة ولذا اختير الأول ووجه التخصيص عليه بأنه لعل سدوم وقعت قريب منزل يمر بها المرتحل عنه صباحا والقاصد مساء وقال بعض الأجلة : لو أبقى على ظاهره لأن ديار العرب لحرها يسافر فيها في الليل إلى الصباح خلا عن التكلف في توجيه المقابلة أفلا تعقلون
138
- أتشاهدون ذلك فلا تعقلون حتى تعتبروا به وتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم فإن منشأ ذلك مخالفهم رسولهم ومخالفة الرسول قدر مشترك بينكم
وأن يونس لمن المرسلين
139
- يروى على ما في البحر أنه عليه السلام نبيء وهو ابن ثمان وعشرين سنة وحكى في البحر أنه كان في زمن ملوك الطوائف من الفرس وهو ابن متي بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية مقصور وهل هذا اسم أمه أو أبيه فيه خلاف فقيل اسم أمه وهو المذكور في تفسير عبد الرزاق وقيل :

الصفحة 142