كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 24)

رضي الله تعالى عنه وأخرج اليلمي وابن مردويه عن سمرة بن جندب مرفوعا الحواميم روضة من رياض الجنة
وأخرج محمد بن نضر والدارمي عن سعد بن إبراهيم قال : كن الحواميم يسمين العرائس وأخرخ ابن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : إن الله تعالى أعطاني السبع الطوال مكان التوراة وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن نبي قبلي
وأخرج البيهقي في الشعب عن الخليل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع تجيء كل حم منها فتقف على باب من هذه الأبواب تقول : اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤني وجاء في خصوص بعض آيات هذه السورة ما يدل على فضله أخرج الترمذي والبزاز ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حم إلي وإليه المصير وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح
بسم الله الرحمن الرحيم حم
1
- بتخفيف الألف وتسكين الميم وقرأ ابن عامر برواية ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر بالإمالة الصريحة ونافع برواية روش وأبو عمرو بالإمالة بين بين وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى بفتح الميم على التحريك لالتقاء الساكنين بالفتحة للخفة كما في أين وكيف وجوز أن يكون ذلك نصبا بإضمار اقرأ ومنع من الصرف للعلمية والتأنيث لأنه بمعنى السورة أو للعلمية وشبه العجمية لأن فاعيل ليس من أوزان أبنية العرب وإنما وجد ذلك في لغة العجم كقابيل وهابيل ونقل هذا عن سيبويه وفي الكشف أن الأولى أن يعلل بالتعريف والتركيب
وقرأ أبو السمال بكسر الميم على أصل التقاء الساكنين كما في جير : والزهري برفعهما والظاهر أنه إعراب فهو إما مبتدأ أو خبر مبتدأ محذوف والكلام في المراد به كالكلام في نظائره ويجمع على حواميم وحاميمات أما الثاني فقد أنشد فيه ابن عساكر في تاريخه : هذا رسول الله في الخيرات جاء بياسين وحاميمات وأما الأول فقد تقدم عدة أخبار فيه ولا أظن أن أحدا ينكر صحة جميعها أو يزعم أن لفظ حواميم فيها من تحريف الرواة الأعاجم وأيضا أنشد أبو عبيدة : حلفت بالسبع الألى تطولت وبمئين بعدها قد أمئيت وبثمان ثنيت وكررت وبالطواسين اللواتي تليت وبالحواميم اللواتي سبعت وبالمفضل التي قد فصلت وذهب الجواليقي والحريري وابن الجوزي إلى أنه لا يقال حواميم وفي الصحاح عن الفراء أن قول العامة الحواميم ليس من كلام العرب وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه أبي منصور اللغوي أن من الخطأ أن تقول : قرأت الحواميم والصواب أن تقول قرأت آل حم وفي حديث ابن مسعود إذا وقعت في آل حم فقد وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن وعلى هذا قول الكميت بن زيد في الهاشميات :

الصفحة 40