كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 24)
وقرأ ابن هرمز وإسماعيل وهي رواية عن أبي عمرو تقوم بتاء التأنيث على معنى جماعة الأشهاد
يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم بدل من يوم يقوم و لا قيل : تحتمل أن تكون لنفي النفع فقط على معنى أنهم يعتذرون ولا ينفعهم معذرتهم لبطلانها وتحتمل أن تكون لنفي النفع والمعذرة على معنى لا تقع معذرة لتنفع وفي الكشاف يحتمل أنهم يعتذرون بمعذرة ولكنها لا تنفع لأنها باطلة وأنهم لو جاءوا بمعذرة لم تكن مقبولة لقوله تعالى : ولا يؤذن لهم فيعتذرون وأراد على ما في الكشف أن عدم النفع إما لأمر راجع إلى المعذرة الكائنة وهو بطلانها وإما لأمر راجع إلى من يقبل العذر ولا نظر فيه إلى وقوع العذر والحاصل أن المقصود بالنفي الصحة ولا نظر فيه إلى الموصوف نفيا أو إثباتا وليس في كلامه إشارة إلى إرادة نفيهما جميعا فتدبر وقرأ غير الكوفيين ونافع لا تنفع بالتاء الفوقية ووجهها ظاهر وأما قراءة الياء فلأن المعذرة مصدر وتأنيثه غير حقيقي مع أنه فصل عن الفعل بالمفعول ولهم اللعنة أي البعد من الرحمة
ولهم سوء الدار
52
- هي جهنم وسوءها ما يسوء فيها من العذاب فإضافة لامية أو هي من إضافة الصفة للموصوف أي الدار السوأي : ولا يخفى ما في الجملتين من إهانتهم والتهكم بهم ولقد آتينا موسى الهدى ما يهتدى به من المعجزات والصحف والشرائع فهو مصدر تجوز به عما ذكر أو جعل عين الهدى مبالغة فيه
وأورثنا بني إسرائيل الكتاب
53
- تركنا عليهم بعد وفاته عليه السلام من ذلك التوراة فالإيراث مجاز مرسل عن التراث أو هو استعارة تبعية له وجوز أن يكون المعنى جعلنا بني إسرائيل آخذبن الكتاب عنه عليه السلام بلا كسب فيشمل من في حياته عليه السلام كما يقال : العلماء ورثة الأنبياء وهو وجه إلا أن اعتبار بعد الموت أوفق في الإيراث والعلاقة عليه أتم وإرادة التوراة من الكتاب هو الظاهر وجوز أن يكون المراد به جنس ما أنزل على أنبيائهم فيشمل التوراة والزبور والإنجيل هدى وذكرى هداية وتذكرة أي لأجلهما أو هاديا ومذكرا فهما مصدران في موضع الحال لأولي الألباب
54
- لذوي العقول السليمة الخالصة من شوائب الوهم وخصوا لأنهم المنتفعون به فاصبر أي إذا عرفت ما قصصناه عليك للتأسي فاصبر على ما نالك من أذية المشركين إن وعد الله إياك والمؤمنين بالنصر المشار إليه بقوله سبحانه : إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا أو جميع مواعيده تعالى ويدخل فيه وعده سبحانه بالنصر دخولا أوليا حق لا يخلفه سبحانه أصلا فلا بد من وقوع نصره جل شأنه لك وللمؤمنين واستشهد بحال موسى ومن معه وفرعون ومن تبعه واستغفر لذنبك أقبل علي أمر الدين وتلاف ما ربما يفرط مما يعد بالنسبة إليك ذنبا وإن لم يكنه ولعل ذلك هو الإهتمام بأمر العدا بالإستغفار فإن الله تعالى كافيك في النصر وإظهار الأمر وقيل : لذنبك لذنب أمتك في حقك قيل : فإضافة المصدر للمفعول وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار
55
- أي ودم على التسبيح والتحميد لربك على أنه عبر بالطرفين وأريد جميع الأوقات وجوز أن يراد خصوص الوقتين والمراد بالتسبيح معناه الحقيقي كما في الوجه الأول أو الصلاة قال قتادة : أريد صلاة الغداة وصلاة العصر وعن الحسن أريد ركعتان بكرة وركعتان عشيا قيل : لأن الواجب بمكة كان ذلك وقد قدمنا