كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 25)

يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئا ليدخله القبط فإذا حصوا فيه أطبقه الله تعالى عليهم وذلك قوله تعالى : إنهم جند مغرقون
24
- فهو تعليل للأمر بتركه رهوا وقيل : رهوا سهلا وقيل : يابسا وقيل : جددا وقيل : غير ذلك والكل بيان لحاصل المعنى وزعم الراغب أن الصحيح أن الرهو السعة من الطريق ثم قال : ومنه الرهاء المفازة المستوية ويقال لكل جوبة مستوية يجتمع فيها الماء رهوا ومنه قيل : لا شفعة في رهو والحق أن ما ذكره من جملة إطلاقاته وأما أنه الصحيح فلا وقريء أنهم بالفتح أي لأنهم كم تركوا أي كثيرا تركوا بمصر من جنات وعيون
25
- وزروع ومقام كريم
26
- حسن شريف في بابه وأريد بذلككما رويعن قتادة المواضع الحسان من المجالس والمساكن وغيرها
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وابن مردويه عن جابر أنه أريد به المنابر وروي ذلك عن مجاهد وابن جبير أيضا وقيل : السرر في الحجال والأول أولى وقرأ ابن هرمز وقتادة وابن السمقيع ونافع في رواية خاجة مقام بضم الميم ونعمة أي تنعم قال الراغب : النعمة بالفتح التنعم وبناؤها بناء المرء من الفعل كالضربة والشتمة والنعمة بالكسر الحالة الحسنة وبناؤها بناء التي عليها الأنسان كالجلسة والركبة وتقال للجنس الصادق بالقليل والكثير واختير ههنا تفسير النعمة بالشيء المنعم به لأنه أنسب للترك وهي كثيرا ما تكون بهذا المعنى
وقرأ أبو رجاء ونعمة بالنصب وخرج بالعطف على كم وقيل : هي معطوفة على محل ما قبلها كأنه قيل : كم تركوا جنات وعيونا وزروعا ومقاما كريما ونعمة كانوا فيها فاكهين
27
- طيبي الأنفس وأصحاب فاكهة ففاكه كلابن وتامر وقال القشيري : لاهين وقرأ الحسن وأبو رجاء فاكهين بغير ألف والفاكه يستعمل كثيرافي المستخف المستهزيء فالمعنى مستخفين بشكر النعمة التي كانوا فيها
وقال الجوهري : فكه الرجل بالكسر فهو فكه إذا كان مزاحا والفكه أيضا الأشر كذلك قال الزجاج : المعنى الأمر كذلك والمراد التأكيد والتقرير فيوقف على ذلك فالكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أو الجار والمجرور كذلك وقيل : الكاف في موضع نصب أي نفعل فعلا كذلك لمن نريد إهلاكه وقول الكلبي : أي كذلك أفعل بمن عصاني ظاهر فيما ذكر وقال الزمخشري : الكاف منصوبة على معنى مثل ذلك الأخراج أي المفهوم مما تقدم أخرجناهم منها وأورثناها قوما آخرين
28
- عطف على تركوا والجملة معترضة فيما عدا القول الأخير وعلى أخرجناهم فيه وقيل : الكاف منصوبة على معنى تركوا تركا مثل ذلك فالعطف على تركوا بدون اعتراض وهو كما ترى والمراد بالقوم الآخرين بنوا إسرائيل وهم مغايرون للقبط جنسا ودينا ويفسر ذلك قوله تعالى الشعراء : كذلك وأورثناها بني إسرائيل وهو ظاهر في أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون وملوكها وبه قال الحسن : وقيل : المراد بهم غير بني إسرائيل ممن ملك مصر بعد هلاك القبط وإليه ذهب قتادة قال : لم يرد في مشهور التواريخ أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر ولا أنهم ملكوها قط وأول ما في سورة الشعراء بأنه من باب ومايعمر من معمر ولا ينقص من عمره وقولك : عندي درهم ونصفه فليس المراد خصوص ما تركوه

الصفحة 123