كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 25)
ومن حديث عباد بن زياد المروي أنه لما أخبره اليهود أنه سيخرخ نبي بمكة يكون قراره بهذا البلد يعني المدينة اسمه أحمد وأخبره أنه لا يدركه قال للأوس والخزرج : أقيموا به البلد فإن خرجفيكم فوازر وهو إن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم وقال في شعره : حدثت أن رسول المليك يخرج حقا بأرض الحرم ولو مد دهري إلى دهره لكنت وزيرا له وابنعم وفي البحر بدل البيت الأول : شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم وفيه أيضا رواية عن ابن إسحاق وغيره أنه كتب أيضا كتاب او كان فيه أما بعد فإني آمنت بك و بكتابك الذي أنزل عليك وأنا على دينك وسنتك وآمنت بربك ورب كل شيء وآمنت بكل ما جاء من ربك من شرائع الاسلام فإن إدركتك فبها ونعمت وإن لم أدركك فاشفع لي ولا تنسني يوم القيامة فأني من أمتك الأولين وتابعيك قبل مجيئك وأنا على ملتك وملة أبيك إبراهيم عليه السلام ثم ختم الكتاب ونقش عليه لله الأمر من قبل ومن بعد وكتب عنوانه إلى محمد بن عبد الله نبي الله ورسوله خاتم النبيين ورسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم من تبع الأول ودفعه إلى عظيم من الأوس والخزرج وامره أن يدفعه للنبي عليه الصلاة و السلام إن أدركه
ويقال : إنه بنى له دارا في المدينة يسكنها إذا أدركه النبي وقدم إليها وأن تلك الدار دار أبي أيوب خالد بن زيد وأن الشعر والكتاب وصلا إليه وأنه من ولد ذلك الرجل الذي دفعا إليه أولا ولما ظهر النبي عليه الصلاة و السلام دفعوا الكتاب إليه فلما قريء عليه قال : مرحبا بتبع الأخ الصالح ثلاث مرات
وجاء أنه صلى الله تعالى عليه وسلم صلى صلاة الجنازة وكذا على البراء بن معرور بعد وفاته بشهر يوم قدومه عليه الصلاة و السلام المدينة كما قال النجم الغيطي وكانت صلاة الجنازة قد فرضت تلك السنة وكون هذا هو تبع الأول ويق الله الأكبر هو المذكور في غير ما كتاب وذكر عبد الملك بن عبد الله بن بدر ونفي شرحه لقصيدة ابن عبدون أن أسعد هذا هو تبع الأوسط وذكر أيضا ثلثمائة وعشرين سنة وملك بعده عمرو أربعا وستين سنة وقال ابن قتيبة حسان وهو الذي قتل زرقاء اليمامة وأباد جديسا وكان ملكه خمسا وعشرين سنة والتواريخ ناطقة بتقدم تبابعة عليه فإن تبعا يقال لمن ملك اليمن مطلقا كما يقال لملك الترك خاقان والروم قيصر والفرس كسرى أولا يسمى به إلا إذا كانت له حمير وحضر موتكما في القاموس أو إلا إذا كانت له حمير وسبأ وحضر موتكما ذكره الطيبي والمتصف بذلك غير واحد كما لا يخفى على من أحاط خبر التواريخ وما تقدم من حكاية أنه هدم سمرقند ذكر عبد الملك خلافه ونسب هدمها إلى شمر بن أفريقيس ابن أبرهة أحد التبابعة أيضا كان قبل تبعا لمذكور بكثير قال : إن شمر خرج نحو العراق ثم توجه يريد الصين ودخل مدينة الصغد فهدمها وسميت شمر كند أي شمر خربها وعربت بعد فقيل سمرقند أه
وحكاية البناء يمكن نسبتها إلى شمر هذا فإن كند في لغة أهل أذربيجان ونواحيها على ما قيل بمعنى القرية فسمرقند بمعنى قرية شمر وهو أوفق بالبناء وذكر علامة عصره الملا أمين أفندي العمري الموصلي تغمده الله تعالى برحمته في كتابه شرح ذات الشفاء أن تبعا الذي ذكر سابقا هو ابن حسان وأنه ملك الدنيا كلها وأنه يقال له الرائش لأنه راش الناس بالعطاء ولعل ما قاله قول لبعضهم وإلا فقد قال ابن قتيبة : إنه ابن كليكرب