كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 25)
بسم الله الرحمن الرحيم إليه يرد علم الساعة إي إذا سئل عنها قيل الله تعالىيعلم أو لا يعلمها إلا الله عز و جل فالمقصود من هذا الكلام إرشاد المؤمنين في التفصي عن هذا السؤال وكلا الجوابين يلزمه اختصاص علمها به تعالى أما الثاني فظاهر وأما الأول فلأنك إذا سئلت عن مسئلة وقت فلان يعلمه كانفيه نفي عنك كناية وتنبيه على أن فلانا أهل أن يسئل عنه دونك وما تخرج من ثمرات من أكمامها أي من أو عيتها جمع كم بالكسر وهو وعار الثمرة كجف الطلعة من كمه إذاستره وقد يضم وكم القميص بالضم وقرأالحسن في رواية والأعمش وطلحة وغير واحد من السبعة منثمرة على إراة الجنس والجمع لاختلاف الأنواع وقريء من ثمرات من أكمامهن يجمع الضمير أيضا وما نافية ومن الأولى مزيدة لتأكيد الأستغراق والنص عليه ومن الثانية ابتدائية وكذا ما في قوله تعالى : وما تحمل من أنثى ولا تضع أي حملها وقوله تعالى : إلا بعلمه في موضع الحال والباء للملابس أوالمصاحبة والأستثناء من أعم الأحوال أيما يحدث شيءم نخروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع ملابسا أو مصاحبا بشيء من الأشياء إلامصاحبا أو ملابسا بعلمه المحيط سبحانه واقعا حسبت علقه به وجوز في الأولى أن تكون موصولة معطوفة علىالساعة أي إليه يرد علم الساعة وعلم ما يخرج ومن الأولى بيانية والجارو الم في موضع الحال ومن الثانية على حالها وتأنيث تخرج باعتبارالمعنى لأن ما بمعنى ثمرة قيل : ولا يجوز فيما الثانية ذلك لمكنم الأستثناء المفرغ وأجازه بعضهم ويكفي لصحةالتفريغ النفي في قوله تعالى : ولا تضع وجملة لا تضع إما حال أو معطوفة على جملة إليه يرد الخ ولا يخفى عليك أن المتبادر في الموضعين النفي ثم أن الأستثناء متعلق بالكل وتبيين القدرالمشتر بين الأفعال الثلاثة وجعله في الأصل تعلق المفرغ كماسمعت لأظهار المعنى والأيماء إلى أنه لا يحتاج في مثله إلى حذف من الأولين أعني ما تخرج وما تحمل وهو قريب من أسلوب
وقد حيل بين العير والنزوان
لأن خرج زيد معناه حدث خروجه كما أن معنىذلك فعلا وليس ذاك من باب الأستثناء الن تعقب لجمل والخلاف في متعلقه في شيء لأن ذلك في غيرالمفرغ فقد ذكرالنحويون في باب التنازع وإن كان منفيا بإلا فالحذف ليس إلا ولو كان منه لم يكن من المختلف فيه لاتحاد الجمل في المقصود وظهور قرينة الرجوع إلى الكل والكلام على ما ففيشرح التأويلات متصل بأمر الساعة والبعث فإنه لا يعلم هذا كله إلا الله تعالى فذكر هذه الأمور لمناسبتها لعلم الساعة وإن الكل إيجاد بعد العدم بقدرته عز و جل فيكون كالبرهان على الحشر وجوز أن يكون متصلا بقوله تعالى : ومن آياته الليل والنهار الخ وبقوله سبحانه : ومن آياته أنك ترىالأرض خاشعة الخ فالمعنى من آيات ألوهيته تعالى وقدرته أن تخرج الثمرات وتحمل الحوامل وتضع حسب علمه جل وعلا والأول أقرب
ويوم يناديهم أين شركائي أي بزعمكم كما نص عليه بقوله سبحانه : أين شركائي الذين كنتم تزعمون
الصفحة 2
160