كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 26)

رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : ونزلت أي لا تعملوا شيئا من ذات أنفسكم حتى تستأمروا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال : إن ناسا كانوا يقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأنزل الله تعالى يا أيها الذين ىمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وفي رواية عن مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الكوفي دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها وكانت قد بنتته في اليوم الذي يشك فيه فقال للجارية : اسقيه عسلا فقلت : إني صائم فقال : قد نهى الله تعالى عن صوم هذا اليوم وفيه نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا الخ فالمعنى كما في المعالم لا صوموا قبل صوم نبيكم وأول هذا صاحب الكشف فقال : الظاهر عندي أنها اسدلت بالآية على أنه ينبغي أن يتمثل أمر النب صلى الله تعالى عليه وسلم ونهيه وقد نهي عليه الصلاة و السلام وفيه نزلت أي ف مثل هذا لدلالتها على وجوب الأتباع والنهي عن الأستبداد إذ لا يلوح ذلك التفسر على وجه ينطبق على يوم الشك وحده لا بتكلف وهذا نظير ما نقل عن ابن مسعود في جواب المرأة التي اعترض عليه أنها قرأت كتاب الله وما وجدت اللعن على الواشمة كما ادعاه رضي الله تعالى عنه من قوله : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما رأيت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت : بلى قال : فإنه نهى عنه وأنتتعلم بعد الرواية الأولى عن هذا التأويل ويعلم من هذه الروايات وغرها أنهم اختلفوا أيضا في تفسير التتقدم وفي كثير منها تسره بخاص وقال بعضهم : إن الآية عامة ف كل قول وفعل ويدخل فيها أنه إذا جرت مسئلة في مجلس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لم يسبقوه في الجواب وأن لا يمشي إلا للحاجة وأن يستأتي في الأفتتاح بالطعام ورجح بأنه الموافق للسياق ولما عرف في الأصول من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وفي الكلام عليه بناء على ما قاله الطيبي مجاز باعتبار القدر المشترك الصادق على الحقيقة أيضا دون التمثيل وتشبيه المعقول بالمحسوس ويسمى في الأصول بعموم المجاز وفي الصناعة بالكناية لأنها لا تنافي إرادة الحقيقة أضا ومن هنا جوز إرادة لا تمشوا بين يديه صلى الله تعالى عليه وسلم وذكر عله الرحمة أنه على هذا القول مفعول بل توجه النهي إلى نفس الفعل فتأمل وحتج بالآة على اتباع الشرع ف كل شء وهو ظاهر مما تقدم وربما احتج بها ثقاة القاس وهو كما قال الكا باطل منهم نعم قال الجلال السوط : حتج بها على تقدم النص على القاس ولعله مبن على أن الفعل بالنص أبعد منالتقدم بن د الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم واتقوا الله أ ف كل ما تأتون وتذرون من الأقوال والأفعال الت من جملتها ما نحن فه إن الله سمع لكل مسموع ومنه أقوالكم علمم
1
- بكل المعلمومات ومنها أفعالكم فمن حقه أن تق وراقب ا أها الذن آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي شروع في النهي عن التجاوز في كيفية القول عند النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعد النهي عن التجاوز في نفس القول والفعل وإعادة النداء مع قرب العهد به للمبالغة في الإيقاظ والتنبيه والأشعار باستقلال كل من الكلامين باستدعاء الأعتناء بشأنه أي لا تبلغوا بأصواتكم وراء حد يبلغه عليه الصلاة و السلام بصوته وقرأ ابن مسعود لا ترفعوا بأصواتكم بتشديد ترفعوا وزيادة الباء وقد شدد الأعلم الهذلي في قوله : رفعتت عيني بالحجا زالي أناس بالمناقب

الصفحة 134