كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 26)

بلى يا رسول الله قال : فليبلغ الشاهد الغائب وأخرج البيهقي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله أذهب نخوة الجاهلية وتكبرها بابآئها كلكم لآدم وحواء كطف الصاع بالصاع وإن أكرمكم عند الله أتقاكم فمن أتاكم ترضون دينه وأمانته فزوجوه وأخرج أحمد وجماعة نحوه لكن ليس فيه فمن أتاكم الخ
وأخرج البزاز عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكون أهون على الله من الجعلان وأخرج اتلطبراني وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يقول الله وم القيامة أيها الناس إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم عند الله أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا : فلان بن فلان وفلان أكرم من فلان وإني اليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم ألا إن أوليائي المتقون وأخرج الخطيب عن علي كرم الله تعالى وجهه نحوه مرفوعا
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعل والبغوي وابن قانع والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي ريحانه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من انتسب إلى تسعة باء كفار يريد بهم عزا وكبرا فهو عاشرهم في النار وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي النلس أكرم قال : أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا : ليس عن هذا نسألك قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا : ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألوني قالوا : نعم قال : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الأسلام إذا فقهوا والأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصى وفي الآية إشارة إلى وجه رد التفاخر بالنسب حيث أفادت أن شرف النسب غير مكتسب وأن ليس للأنسان إلا ما سعى وأنه لا فرق بين النسيب وغيره من جهة المادة لاتحاد ما خلقا منه ولا من جهة الفاعل لأنه هو الله تعال الواحد فليس للنسب شرف يعول عليه ويكون مدارا للثواب عند الله عز و جل ولا أحد أكرم من أحد عنده سبحانه إلا بالتقو وبها تكمل النفس وتتفاضل الأشخاص وهذا لا ينافي كون العرب أشرف من العجم وتفاوت كل من العرب والعجم في الشرف فقد ذكروا أن الفرس أشرف من النبط وبنو إسرائيل أفضل من القبط وأخرج مسلم وغيره عن واثلة بن الأسقع قال : قال صلى الله عليه و سلم إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم لأن ذلك ليس إلا باعتبار الخصال الحميدة فشرف العرب على العجم مثلا ليس إلا باعتبار أن الله تعالى امتازهم على من سواهم بفضائل جمة وخصال حميدة كما صحت به الأحاديث وقد جمع الكثير منها العلامة ابن حجر الهيتي في كتابه مبلغ الأرب في فضائل العرب لا نعني بذلك أن كل عربي ممتاز على كل عجمي بالخصال الحميدة بل إن المجموع ممتاز على المجموع ثم إن أشرف العرب نسبا أولاد فاطمة رضي الله تعالى عنها لأنهم ينتسبون إلى النبي صلى الله عليه و سلم كما صرح به جمع من الفقهاء وأخرج الطبراني عن فاطمة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وفي رواية له عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كل ابن انثى كان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فأناعصبتهم وأنا أبوهم ونوزع في صحة ذلك ورمز الجلال السيوطي للأول بأنه حسن وتعقب وليس المر موقوفا على ما ذكر لظهور دليله وقد أخرج أحمد والحاكم في المستدركعن المسور بن مخرمة ولا كلام فيه قال : قال صلى الله عليه و سلم فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها وأن الأنساب كلها تنقطع وم القيامة غير نسبي وسبي وصهري وحديث بضعة فاطمة رضي الله تعالى عنها

الصفحة 164