كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 26)

وغيره معتد ظالم متخط للحق متجاوز له مريب
25
- شاك في الله تعالى ودينه وقيل : في البعث
الذي جعل مع الله إلها آخر مبتدأ متضمن لمعنى الشرط خبره فألقينا في العذاب الشديد
26
- بتأويل فيقال في حقه ألقياه أو لكونه في معنى جواب الشرط لا يحتاج للتأويل أو بدل من كل كفار أو من كفار وقوله تعالى : فألقيناه تكرير للتوكيد فهو نظير فلا تحسبنهم بعد قوله تعالى : ولا تحسبن الذين يفرحون والفاء ههنا للأشعار بأن الألقاء للصفات المذكورة أو من باب وحقك ثم حقك ينزل التغاير بين المؤكد والمؤكد والمفسر والمفسر منزلة التغاير بين الذاتين بوجه خطابي ولا يدعى التغاير الحقيقي لأن التأكيد يأباه وقول أهل المعاني : أن بين المؤكد والمؤكد شدة اتصال تمنع من العطف ليس على إطلاقه بسديد والنحويون على خلافه فقد قال ابن مالك في التسهيل : فصل الجملتين في التأكيد بثم إن أمن اللبس أجود من وصلهما وذكر بعض النحاة الفاء والزمخشري في الجاثية الواو أيضا وجعلوا ذلك من التأكيد الأصطلاحي ولو جعل العذاب الشديد نوعا من عذاب جهنم ومن أهوله فكان من باب ملائكته وجبريل دون تكرير لكان كما قال صاحب الكشف حسنا
وجوز أن يكون مفعولا بمضمر يفسره فألقياه وقال ابن عطية : أن يكون صفة كفار وجاز وصفه بالمعرفة لتخصصه بالأوصاف المذكورة وتعقبه أبو حيان بأنه لا يجوز وصف النكرة بالمعرفة ولو وصفت بأوصاف كثيرة قال قرينه أي الشيطان المقيض له وإنما استؤنفت هذه الجملة استئناف الجمل الواقعة في حكاية المقاولة لما أنها جواب لمحذوف دل عليه قوله تعالى : ربنا ما أطغيته فإنه مبني على سابقة كلام اعتذر به الكافر كأنه قال : هو أطفغائي فأجاب قرينه بتكذيبه وإسناد الطغيان إليه بخلاف الجملة الأولى فإنها واجبة العطف على ما قبلها دلالة عل الجمع بين مفهوميهما في الحصول أعني مجيء كل نفس مع الملكين وقول قرينه : ولكن كان هو بالذات في ضلال بعيد
27
- من الحق فاعنته عليه بالأغواء والدعوة إليه من غير قسر ولا إلجاء فهو كما قدمنا نظير وما كان لي عليكم من سلطان الخ قال استئناف مبني على سؤال نشأ مما قبله كأنه قيل : فماذا قال الله تعالى فقيل : قال عز و جل : لا تختصموا لدي أي في موقف الحساب والجزاء إذ لا فائدة في ذلك وقد قدمت إليكم بالوعيد
28
- على الطغيان في دار الكسب في كتبي وعلى ألسنة رسلي فلا تطمعوا في الخلاص عنه بما أنتم فيه من التعلل بالمعاذير الباطلة والجملة حال فيها تعليل للنهي ويلاحظ معنى العلم لتحصل المقارنة التي تقتضيها الحالية أي لا تختصموا لدي عالمين أني قدمت إليكم بالوعيد حيث قلت لابليس : لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم فاتبعتموه معرضين عن الحق والباء مزيدة أو معدية على أن قدم بمعنى وهو لازم يعدى بالباء وجوز أن يكون قدمت واقعا على قوله تعالى : ما يبدل القول لدي الخ ويكون بالوعيد متعلقا بمحذوف هو حال من المفعول قدم عليه أو الفاعل أي وقد قدمت إليكم هذا القول ملتبسا بالوعيد مقترنا به أو قدمته إليكم موعدا لكم فلا تطمعوا أن أبدل وعيدي والأظهر استئناف هذه الجملة وفي لدي على ما قال الأمام وجهان الأول أن يكون متعلقا بالقول أي ما يبدل القول الذي عندي
الثاني أن يكون متعلقا بالفعل قبل أي لا يقع التبديل عندي قال : وعلى الأول في القول الذي لديه تعالى وجوه أحدهما قوله تعالى : ألقينا باعتذارهم أن يبدل ويقول سبحانه : لاتلقيا فرد عليهم

الصفحة 186