كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 26)

السورة إلى هذا الموضع وأنه أنسب من تعلقه بلقد خلقنا الآية لأن الكلام مرتبط بعضه ببعض إلى ههنا على ما لا يخفى على المسترشد
وأنت تعلم أن الأقرب تعلقه على الوجهين بما ذكرنا وسبح بحمد ربك أي نزهه تعالى عن العجز عما يمكن وعن وقوع الخلف في أخباره التي من جملتها الأخبار بوقوع البعث وعنوصفه عز و جل بما يوجب التشبيه أو نزهه عن كل نقص ومنه ما ذكر حامدا له تعالى على ما أنعم به عليك من إصابة الحق وغيرها
قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
39
- هما وقتا الفجر والعصر وفضيلتهما مشهورة ومنالليل مفعول لفعل محذوف يفسره فسبحه باعتبار الأتحاد النوعي والعطف للتغاير الشخصي أي وسبحه بعض الليل فسبحه أو مفعول لقوله تعالى : سبحه على أن الفاء جزائية والتقدير مهما يكن من شيءفسبحه بعض الليل وقدم المفعول للأهتمام به وليكون كالعوض عن المحذوف ولتتوسط الفاء الجزائية كما هو حقها ولعل المراد بهذا البعض السحر فإن فضله مشهور وأدبار السجود
40
- وأعقاب الصلاة جمكع دبر بضم فسكون أو دبر بضمتين
وقرأ ابن عباس وأبو جعفر وشيبة وعيسى والأعمش وطلحة وشبل والحرميان ادبار بكسر الهمزة وهو مصدر تقول : أدبرت الصلاة أدبارا أنقضت وتمت والمعنى ووقت انقضاء السجود كقولهم : آتيك خفوق النجم وذهب غير واحد إلى أن المراد بالتسبيح الصلاة على أنه من إطلاق الجزء أو اللازم على الكل أو الملزوم وعليه فالصلاة قبل الطلوع الصبح وقبل الغروب العصر قاله قتادة وابن زيد والجمهور وأخرجه الطبراني في الأوسط وابن عساكر عن جرير بن عبد الله مرفوعا ومن الليل صلاة العتمة وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات أخرجه ابن جرير عن ابن زيد وقال ابن عباس : الصلاة قبل الطلوع الفجر وقبل الغروب الظهر والعصر ومن اللل العشاءان وأدبار السجود النوافل بعد الفرائض وف رواية أخرى عنهالوتر بعد العشاء وفي أخرى عنه أيضا وعن عمر وعلي وابنه الحسن وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم والشعبي وإبراهيم ومجاهد والأوزاعي ركعتان بعد المغرب وأخرجه مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن علي كرم الله تعالى وجهه مرفوعا وقال مقاتل : ركعتان بعد العشاء يقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد وقيل : من الليل صلاة العشاءين والتهجد وعن مجاهد صلاة الليل وفيه احتمال العموم لصلاة العشائين والخصوص بالتهجد وهو الأظهر واستمع أمر بالأستماع والظاهر أنه أريد به حقيقته والمستمع له محذوف تقديره واستمع لما أخبر به من أهوال يوم القيامة وبين ذلك بقوله تعالى : يوم يناد المناد إلى آخره وسلك هذا لما في الأبهام ثم التفسير من التهويل والتعظيم لشأن المخبر به وانتصب يوم بما دل عليه ذلك يوم الخروج أي يومينادي المنادي يخرجون من القبور وقيل : المفعول محذوف تقديره نداء المنادي وقيل : تقديره نداء الكافرين بالويل والثبور و يوم ظرف لذلك المحذوف وقيل : لا يحتاج ذلك إلى مفعول والمعنى كن مستمعا ولا تكن غافلا وقيل : معنى استمع انتظر والخطاب لكل

الصفحة 193