كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 26)

به من الذبح ويعقوب عليه السلام صبر على فقد ولده ويوسف عليه السلام صبر على البئر والسجن وأيوب عليه السلام صبر على البلاء وموسى عليه السلام قال له قومه : إنا لمدركون فقال : إن معنى ربي سيهدين وداود عليه السلام بكى على خطيئته أربعين سنة وعيسى عليه السلام لم يصنع لبنة وقال : إنها يعني الدنيا معبرة فاعبروها ولا تعمروها وقيل : سبعة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى عليهم السلام وقيل : ستةوهم الذين أمرو بالقتال وهم نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس وعن مقاتل أنهم ستة ولم يذكر حديث الأمر بالقتال وقال : هم نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويعقوب ويوسف وأيوب وأخرج ابن عساكر عن قتادة أنهم نوح وهود وإبراهيم وشعب وموسى عليهم السلام
وظاهره القول بأنهم خمسة وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عنه أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وظاهره القول بأنهم أربعة وهذا أصح الأقوال وقول الجلال السيوطي : إن أصحهاالقول بأنهم خمسة هؤلاء الأربعة ونبينا صلى الله تعالى عليه وسلم وعليهم أجمعين وأخرج ذلك ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس وهو المروي عن أبي جعفر وابن عبد الله من أئمة أهل البيت رضي الله تعالى عنهم ونظمهم بعض الأجلة فقال : أولو العزم نوح والخليل الممجد وموسى وعيسى والحبيب محمد مبني على أنهم كذلك بعد نزول الآية وتأسي نبينا عليه الصلاة و السلام بمن أمر بالتأسي به ولم يرد أن أصح الأقوال أن المراد بهم في الآية أولئك الخمسة صلى الله تعالى عليهم وسلم إذ يلزم عليه أمره عليه الصلاة و السلام أن يصبر كصبر نفسه ولا يكاد يصح ذلك وعلى هذا قول أبي العالية فيما أخرجه عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عنه أنهم ثلاثة نوح وإبراهيم وهود ورسول الله صلى الله عليه و سلم رابع لهم ولعل الأولى في الآبة القول الأول وإن صار أولوا العزم بعد مختصا بأولئك الخمسة عليهم الصلاة والسلام عند الإطلاق لاشتهارهم بذلك كما في الأعلام الغالبة فكأنه قيل فاصبر على الدعوة إلى الحق ومكابدة الشدائد مطلقا كما صبر أخوانك الرسل قبلك ولا تستعجل لهم أي لكفار مكة بالعذاب أي لا تدع بتعجيله فإنه على شرف النزول بهم كأنهم يوم يرون ما يدعون من العذاب لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة يسيرة من نهار لما يشاهدون من شدة العذاب وطوا مدته وقرأ أبي من النهار وقوله تعالى : بلاغ خبر مبتدأ محذوف أي هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة أو تبليغ من الرسول وجعل بعضهم الإشارة إلى القرآن أو ما ذكر من السورة وأيد تفسير بلاغ بتبليغ بقراءة أبي مجلز وأبي سراج الهذلي بلغ بصيغة الأمر له صلى الله تعالى عليه وسلم وبقراءة أبي مجلز أيضا في رواية بلغ بصيغة الماضي من التفعيل واستظهر أبو حيان كون الإشارة إلى ما ذكر من المدة التي لبثوا فيها كأنه قيل : تلك الساعة بلاغهم كما قال تعالى : متاع قليل وقال أبو مجلز : بلاغ مبتدأ خبره قوله تعالى : لهم السابق فيوقف على ولا تستعجل ويبتدأ بقوله تعالى : لهم وتكون الجملة التشبيهيةمعترضة بين المبتدأ والخبر والمعنى لهم انتهاء وبلوغ إلى وقت فينزل بهم العذاب وهو ضعيف جدا لما فيه من الفصل ومخالفة الظاهر تعلق لهم بتستعجل وقرأ الحسن وزيد بن علي وعيسى بلاغا بالنصب بتقدير بلغ بلاغا أو بلغنا بلاغا أو نحو ذلك وقرأ أيضا بلاغ بالجر على أنه نعت لنهار
فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
35
- الخارجون عن الأتعاظ أو عن الطاعة وفي الآية من الوعيد والإنذار

الصفحة 35