كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
وهي المرة من الصعق بمعنى الصاعقة أيضا أو الصيحة وهم ينظرون
44
- إليها ويعاينونها ويحتاج إلى تنزيل المسموع منزلة المبصر على القول بأن الصاعقة الصيحة وأن المراد ينظرون إليها وقال مجاهد : ينظرون بمعنى ينتظرون أيهم ينتظرون الأخذ والعذاب في تلك الأيام الثلاثة التي رأوا فيها علاماته وانتظار العذاب أشد من العذاب فما استطاعوا من قيام كقوله تعالى : فأصبحوا في دارهم جاثمين وقيل : هو من قولهم : ما يقوم فلان بكذا إذا عجز عن دفعه وروي ذلك عن قتادة فهو معنى مجازي أو كناية شاعت التحقت بالحقية وما كانوا منتصرين
45
- بغيرهم كما لو يتمنعوا بأنفيهم وقوم نوح أي وأهلكنا يوم فإن ما قبله يدل عليه أو واذكر وقيل : عطف على الضمير في فأخذتهم وقيل : في فنبذناهم لأن معنى كل فأهلكناهم وهو كما ترى وجوز أن يكون عطفا على محل وفي عاد أو في ثمود وأيد بقراءة عبد الله وأبي عمرو وحمزة والكسائي وقوم بالجر وقرأ عبد الوارث ومحبوب والأصمعي عن أبي عمرو وأبو السمال وابن مقسم وقو بالرفع والظاهر أنه على الأبتداء والخبر محذوف أي أهلكناهم من قبل أي من قبل هؤلاء المهلكين إنهم كانوا قوما فاسقين
46
- خارجين عن الحدود فيما كانوا فيه من الكفر والمعاصي والسماء أي وبنينا السماء بنيناها بأييد أي بقوة قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة ومثله الآد وليس جمع يد وجوزه الإمام وإن صحت التورية به وإنا لموسعون
47
- أي لقادرون من الوسع بمعنى الطاقة فالجملة تذييل إثباتا لسعة قدرته عز و جل كل شيء فضلا عن السماء وفيه من إلى التعريض الذيفي قوله تعالى : وما مسنا من لغوب وعن الحسن لموسعون الرزق بالمطر وكأنه أخذه من أن المساق الأمتنان بذلك على العباد لا إظهار القدرة فكأنه أشير في قوله تعالى : والسماء بنيناها بأيد إلى ما تقدم من قوله سبحانه : وفي السماء رزقكم على بعض الأقوالأ فناسب أن يتمم بقوله تعالى : وإنا لموسعون مبالغة في المنولا يحتاج أن يفسر الأيد بالأنعام على هذا القول لأنه يتم المقصود دونه واليد بمعنى النعمة لا الإنعام وقيل : أي لموسعوها بحيث أن الأرض وما يحيط بها من الماء والهواء بالنسبة إليها محلقة في فلاة وقيل : أي لجاعلون بينها وبين الأرض سعة والمراد السعة المكانية وفيه على القولين تتميم أيضا والأرض أي وفرشنا الأرض فرشناها أي مهدناها وبسطناها لتستقروا عليها ولا ينافي ذلك شبهها للكرة على ما يزعمه فلاسفة العصر فنعم الماهدون
48
- أي نحن وقرأ أبو السمال ومجاهد وابن مقسم برفع الأرض على أنهما مبتدآن وما بعدهما خبر لهما ومن كل شيء أي من كل جنس من الحيوان خلقنا زوجين نوعين ذكرا وأنثى قاله ابن زيد وغيره وقال مجاهد : هذا إشارة إلى المتضادان المتقابلان كالليل والنهار والشقوة والسعادة والهدى والضلال والسماء والأرض والسواد والبياض والصحة والمرض إلى غير ذلك ورجحه الطبري بأنه أدل على القدرة وقيل : أريد بالجنس
الصفحة 17
200