كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
الجنة وروي فيه ابن مردويه عن أبي هريرة وعن كثير بن عبد الله حديثا مرفوعا ولا أظن صحته واستظهر أبو حيان أن المراد الجنس لا جبل معين وروي ذلك عن مجاهد والكلبي والذي أعول عليه ما قدمته
وكتاب مسطور
2
- مكتوب على وجه الأنتظام فإن السطر ترتيب الحروف المكتوبة والمراد به على ما قال الفراء الكتاب الذي يكتب فيه الأعمال ويعطاه العبد يوم القيامة بيمينه أو بشماله وهو المذكور في قوله تعالى : ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا وقال الكلبي : هو التوراة وقيل : هي والأنجيل والزبور وقيل : القرآن وقيل : اللوح المحفوظ وفي البحر لا ينبعي أن يحمل شيء من هذه الأقوال على التعيين وإنما تورد على الأحتمال والتنكير قيل : للأفراد نوعا وذلك على القول بتعدده أو للأفراد شخصا وذلك على القول المقابل وفائدته الدلالة على اختصاصه من جنس الكتب بأمر يتميز به عن سائرها والأولى على وجهي التنكير إذا حمل على أحد الكتابين أعني القرآن والتوراة أن يكون من باب ليجزي قوما ففي التنكير كمال التعريف والتنبيه على أن ذلك الكتاب لا يخفى نكر أو عرف ومن هذا القبيل التنكير في قوله تعالى : في رق منشور
3
- والرق بالفتح ويكسر وبه قرأ أبو السمال جلد رقيق يكتب فيه وجمعه رقوق وأصله على ما في مجمع البيان من اللمعان يقال ترقرق الشيء إذا لمع أو من الرقة ضد الصفاقة على ما قيل وقد تجوز فيه عما يكتب فيه الكتاب من ألواح وغيرها والمنشور والمبسوط والوصف به قيل : للأشارة إلى صحة الكتاب وسلامته من الخطأ حيث جعل معرض النظر كل ناظر آمنا عليه من الأعتراض لسلامته عما يوجبه وقيل : هو لبيان حاله التي تضمنتها الآية المذكورة آنفا بناءا على أن المراد به صحائف الأعمال ولبيان أنه ظاهر للملائكة عليهم السلام يرجعو إليه بسهولة في أمورهم بناءا على أنه اللوح أو للناس لا يمنعهم مانع عن مطالعته والأهتداء بهديه بناءا على الأقوال الأخر وفي البحر منشور منسوخ ما بين المشرق والمغرب والبيت المعمور
4
- هو بيت في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة كما أخرج ذلك ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس مرفوعا
وأخرج عبد الرزاق وجماعة عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل علياكرم الله تعالى وجهه فقال : ذلك الضراح بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك الخ وجاء في رواية عنه كرم الله تعالى وجهه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه حيال الكعبة بحيث لو سقط عليها
وروي عن مجاهد وقتادة وابن زيد أن في كل سماء بحيال الكعبة بيتا حرمته كحرمتها وعمارته بكثرة الواردين عليه من الملائكة عليهم السلام كما سمعت وقال الحسن : هو الكعبة يعمره الله تعالى كل سنة بستمائة ألف من الناس فإن نقصوا أتم سبحانه العدد من الملائكة وأنت تعلم أن من المجاز المشهور مكان معمور بمعنى مأهول مسكون نحل الناس في محل هو فيه فعمارة الكعبة بالمجاورين عندها وبجاجها صح خبر الحسن المذكور أم لا والسقف المرفوع
5
- أي السماء كما رواه جماعة وصححه الحاكم عن الأمير كرم الله تعالى وجهه وعن ابن عباس هو العرش وهو سقف الجنة وأخرجه أبو الشيخ عن الربيع بن أنس وعليه لا بأس في تفسير البيت المعمور بالسماء كما روي عن مجاهد وعمارتها بالملائكة أيضا فما فيها موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد
الصفحة 27
200