كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
الخبر وفي جنات متعلق به لكنه قدم عليه للإهتمام ومن أجاز تعدد الخبر أجاز أن يكون خبرا بعد خبر ووقاهم ربهم عذاب الجحيم
18
- عطف على في جنات على تقدير كونه خبرا كأنه قيل : استقروا في جنات ووقاهم ربهم الخ أو على أتاهم إنجعلت ما مصدريةأي فاكهين بإتيانهم رهم ووقايتهم عذاب الجحيم ولم يجوز كثير عطفه عليه إن جعلت موصولة إذ يكون التقدير فاكهين بالذي وقاهم ربهم فلا يكون راجع إلى الموصول وجوزه بعض بتقديرالراجع أي وقاهم به على أن الباء للملابسة وفي الكشف لم يحمل على حذف الراجع لكثرة الحذف ولو درج نصا والفعل من المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو مسموع عند بعضهم ولا يخفى أنه وجه سديد أيضا والمعنى عليه أسد لأن الفكاهة تلذذ يشتغل به صاحبه والتلذذ بالإيتاء يحتمل التجدد باعتبار تعدد المؤتى بالوقاية أي على تقدير المصدرية فلا وأقول لعله هو المنساق إلى الذهن وجوز أن يكون حالا بتقدير قد أو بدونه من المستكن في الخبر أو في الحال وإما من فاعل آتي أو من مفعوله أو منهما وإظهار الرب في موقع الإضمار مضافا إلى ضميرهم للتشريف والتعليل وقرأ أبو حيوة وقاهم بتشديد القاف كلوا واشربوا هنيئا أييقال لهم كلوا واشربوا أكلا وشربا هنيئا أو طعاما وشرارا هنيئا فالكلام بتقدير القول و هنيئا نصب على المصدريةلأنه صفة مصدر أو على أنه مفعول به وأيا ما كان فقد تنازعه الفعلان والهنيء كل ما لا يلحق فيه مشقة ولا يعقب وخامة بما كنتم تعملون
19
- أي بسببه أو بمقابلته والباء عليهما متعلق بكلوا واشربوا على التنازع وجوز الزمخشري كونها زائدة وما بعدها فاعل هنيئا كما في قول كثير : هنيئا مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت فإنما فيه فاعل هنيئا على أنه صفة في الأصل بمعنى المصدرالمحذوف فعله وجوبا بالكثرة الأستعمال كأنه قيل : هنؤ لعزةالمستحل من أعراضنا وحينئذ كما يجوزأن ما هنا فاعلا على زيادةالباء على معنى هنأكم ما كنتم تعملون يجوز أن يجعل الفاعل مضمرا راجعا إلى الأكل أو الشرب المدلول عليه بفعله وفيه أن الزيادة في الفاعل لم تثبت سماعا في السعة في غير فاعل على خلاف ولا هي قياسية في مثل هذا ومع ذلك يحتاج الكلام إلى تقدير مضاف أي جزاء ما كنتم الخ وفيه نوع تكلف متكئين نصب على الحال قال أبو البقاء : من الضمير في كلوا أو في وقاهم أو في آتاهم أو في فاكهين أو في الظرف يعني في جنات واستظهر أبو حيان الأخير على سرر جمع سرير معروف ويجمع على أسرة وهو من السرور إذ كان لأولي النعمة وتسمية سرير الميت به للتفاؤل بالسرور الذي يلحق الميت برجوعه إلى جوار الله تعالى وخلاصه من سجن الدنيا وقرأ أبو السمال سرر بفتح الراء وهي لغة لكلب في المضعف فرارا من توالي ضمتين مع التضعيف
الصفحة 31
200