كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
والأرض قالوا : الله وهم غير موقنين بما قالوا إذ لو كانوا موقنين لماأعرضوا عن عبادته تعالى فإن منعرف خالقه وأيقن به امتثل أمره وانقاد له أم عندهم خزائن ربك أي خزائن رزقه تعالى ورحمته حتى يرزقوا النبوة من شاءوا ويمسكوها عمن شاءوا وقال الرماني : خزائنه تعالى مقدوراته سبحانه وقال ابن عطية : المعنى أم عندهم الأستغناء عن الله تعالى في جميع الأمور لأن المال والصحة والعزة وغير ذلك من ألأشياء من خزائن الله تعالى وقال الزهري : يريد بالخزائن العلم واستحسنه أبو حيان سيأتي إن شاء الله تعالى ما يعلم حاله منه
أم هم المصيطرون
37
-
الأرباب الغالبون حتى يدبروا أمر الربوبية ويبنوا الأمور على إرادتهم ومشيئتهم فالمسيطر الغالب وفي معناه قول ابن عباس : المسلط الفاهر وهو من سيطر على كذا إذا راقبه وأقام عليه وليس مصغراكما يتوهم ولم يأتعلى هذه الزنة إلآ خمسة ألفاظ أربعة من الصفات وهي مهيمن ومسيطر ومبيقر ومبيطر وواحدمن الأسماء وهو مجيمر اسم جبل وقرأالأكثر المصيطرون بالصاد لمكان حرف الأستعلاء وهو الطاء وأشم خلفعن حمزة وخلاد عنهبخلاف الزاي
أم لهم سلم
وهو ما يتوصل به إلى الأمكنة العالية فيجري به السلامة ثم جعل اسمالكل ما يتوصل به إلى شيء رفيع كالسبب أي أم لهم سلم منصوب إلى السماء
يستمعون فيه
أي صاعدين فيه على أن الجار والمجرور متعلق بكون خاص محذوف وقع حالاوالظرفية على حقيقتها وقيل : هو متعلق بيستمعون على تضمينه معنى الصعود
وقال أبو حيان : أي يستمعون عليه أو منه إذ حروف الجر قد يسد بعضها مسدبعض ومفعول يستمعو محذوف أي كلام الله تعالى قيل : ولو نزل منزلة اللازم جاز فليأت مستمعهم بسلطان مبين
38
- أي بحجة واضحة تصدق استماعه أم له البنات ولكم البنون
39
- تسفيه لهم وتركيك لعقولهم وفيه إيذان بأن من هذا رأيه لا يكاد يعد من العقلاء فضلاعن الترقي إلى عالم الملكوت وسماع كلام ذي العزة والجبروت والألتفات إلى الخطاب لتشديد الإنكار والتوبيخ أم تسئلهم أجرا أي على تبليغ الرسالة وهو رجوع إلى خطابه صلى الله تعالى عليه وسلم وإعراض عنهم فهم لأجل ذلك من مغرم مصدر ميمي من الغرم والغرامة وهو كما قال الراغب ماينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه فالكلام بتقدير مضاف أي من التزام مغرم وفسره الزمخشري بالتزام الإنسان ما ليس عليه فلا حاجة إلى تقدير لكن الذي تقتضيه اللغة هو الأول مثقلون
40
- أي محملون الثقل فلذلك لايتبعونك أم عندهم الغيب أي اللوح المحفوظ المثبت فيه الغيوب فهم يكتبون
41
- منه ويخبرون به الناس قاله ابن عباس وقال ابن عطية : أم عندهم علم الغيب فهم يثبتون ما يزعمون للناس شرعا وذلك عبادة الأوثان وتسييب السوائب وغير ذلك منسيرهم وقال قتادة : أم عندهم الغيب فهم يعلهم متى يموت محمد ص - الذي يتربصونبه وفسر بعضهم يكتبون بيحكمون أم يريدون كيدا بك وبشرعك وهو ما كان منهم في حقه صلى الله تعالى عليه وسلم بدار الندوة مما هو معلوم من السير وهذا من الأخبار بالغيب فإن قصة دار الندوة وقعت في وقت الهجرة وكان نزول الرسول قبلها كما تدل عليه الآثار فالذين كفروا هم المذكورون المريدون كيده عليه الصلاةوالسلام
الصفحة 38
200