كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
إذا انقض له وقالالحسن وأبو حمزة الثمالي : وأقسم سبحانه بالجوم إذاانتثرت في القيامة وعن ابن عباسفي رواية أقسم عزوجل بالنجوم إذاانقضت في إثر الشياطين وقيل : المراد بالنجم معين فقالأ مجاهد وسفيان : هوالثريا فإن النجم صار علما بالغلبة لها ومنه قوله ص - : إذاطلع النجم صباحاارتفعت العاهةوقول العرب : طلع النجم عشاءا فابتغى الراعي كساء طلع النجم غدية فابتغى الراعي كسيةوفسرهويها بسقوطها مع الفجر وقيل : هو الشعري المرادة بقوله تعالى : وأنه هو رب الشعري والكهانيتكلمون على المغيبات عند طلوعها وقيل : الزهرة وكانت تعبد وقال ابن عباس ومجاهد والفراء ومنذر بن سعيد : النجم المقدر النازل من القرآن على النبي ص - وإذا هوى بمعنى إذا نزل مع ملك الوحي جبريل عليه الصلاة و السلام وقال جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه : هو النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهويه نزوله من السماء ليلة المعراج وجوز على هذا أن يراد بهويه صعودهوعروجه عليه الصلاة و السلام إلى منقطع الأين وقيل : هو الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقيل : العلماء على إرادة الجنس والمراد بهويهم قيل : عروجهم في معارج التوفيق إلى حضائر التحقيق وقيل : غوصهم في بحار الأفكار لاستخراج دررالأسرار وأظهر الأقوال القولبأن المراد بالنجم جنس المعروف فإن أصله اسم جنس لكل كوكب وعلى القول بالتعيين فالأظهر القول بأنه الثريا وراء هذين القولين القول بأن المراد به المقدار النازل من القرآن وفي الإقسام بذلك على نزاهته عليه الصلاة و السلام عن شائبة الضلال والغواية من البراعة البديعة وحسن الموقع ما لا غاية وراءه أما على الأولين فلأن النجم شأنه أن يهتدي به الساري إلى مسالك الدنيا كأنه قيل : والنجم الذي تهتدي به السابلة إلى سواء السبيل ما ضل صاحبكم أي ما عدل عن طريق الحق الذي هو مسلك الآخرةفهو استعار وتمثيل لكونه عليه الصلاة و السلام على الصواب في أقواله وأفعاله وماغوى
2
- أي وما اعتقد باطلاقط لأن الغي الجهل مع اعتقاد فاسد وهو خلاف الرشد فيكون عطف هذا على ما ضل من عطف الخاص على العام اعتناءابالأعتقاد وإشارة إلى انه المدار
وأما علىالثالث فلأنه تنويه بشأن القرآن وتنبيه على مناط اهتدائه عليه الصلاة و السلام ومدار رشاده كأنه قيل : وما أنزل عليك من القرآن الذي هو علم في الهداية إلى مناهج الدين ومسالك الحق واليقين ما ضل عنها محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وماغوى فهو من باب
وثناياك أنها إغريض