كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
في الرؤية بالعين وقال : إنهليس عليه دليل واضح قال في الكشف : لأنالروايات مصرحة بالرؤية أما أنها بالعين فلا وعن الإمامأحمد أنهكانيقول : إذاسئلعن الرؤيةرآهرآه حتى ينقطع نفسه ولا يزيد على ذلك وكأنه لم يثبت عنده ما ذكرناه واختلف فيما يقتضيه ظاهر النظم الجليل فجزمصاحبالكشف بأنه ما عليه الأكثرون من أن الدنو والتدلي مقسمما بين النبي وجبريلصلاة الله تعالىوسلامه عليهماأي وأن المرئيهو جبريلعليه السلام وإذاصح خبر جوابه عليه الصلاة و السلاملعائشة رضي الله تعالى عنهالم يكن لأحد محيص عن القول به وقالالعلامةالطيبي : الذييقتضيه النظمإجراء الكلام إلىقوله تعالى : وهو بالأفق الأعلى على أمر الوحي وتلقيهمن الملك ورفعشبهالخصوم ومن قوله سبحانه : ثم دنافتدلى إلى قولهسبحانه : من آيات ربه الكبرى على أمر العروج إلىالجانب الأقدس ثم قال : ولا يخفىعلى كل ذي لب إباءمقام فأوحى الحمل على أن جبريلأوحى إلى عبد الله ما أوحى إذ لا يذوق منه أربابالقلوبإ معنى المناغاةبين المتساويين وما يضيق عنه بساط الوهمعنه ولا يطيقهنطاق الفهم وكلمة ثم على هذا للتراخيالرتبيوالفرق بين الوحيينأن أحدهما وحي بواسطة وتعليم والآخر بغير واسطةبجهة التكريم فيحصلعنه عندهالترقيمن مقام وما مناإلا له مقام معلوم إلى مخدع قابقوسينأو أدنى وعن جعفر الصادق عليه الرضاأنه قال : لما قرب الحبيب غاية القرب نالته غاية الهيبة فلاطفه الحق سبحانه بغاية اللطف لأنهلا تتحمل غاية الهيبة إلا بغاية اللطف وذلك قوله تعالى : فأوحى إلى عبده ما أوحى أي كانما كان وجرى ما جرىقال الحبيب للحبيب ما يقولالحبيب لحبيبه وألطف به إلطاف الحبيب بحبيبهوأسر إليه ما يسر الحبيب إلى حبيبه فأخفيا ولم يطلعا على سرهما أحدا وإلى نحوهذا يشيرابن الفرض بقوله : ولقد خلوتمع الحبيب وبيننا سرادق من النسيم إذا سرى ومعظم الصوفية على هذا فيقولون بدنو اللهعز و جل من النبيصص ودونوه منه سبحانه على الوجه اللائق وكذا يقولون بالرؤية كذلك وقال بعضهم في قوله تعالى : ما زاغ البصر وما طغى : ما زاغبصر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وما التفتإلى الجنةومزخرفاتها ولا إلى الجحيم وزفراتها بل كان شاخصا إلى الحق وماطغى عن الصراط المستقيم وقال أبو حفصالسهروردي : ما زاغالبصر حيث لميتخلف عنالبصيرة ولم يتقاصر وما طغى لم يسبق البصر البصيرة ويتعدىمقامه وقال سهل بن عبد الله التستري : لم يرجع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى شاهد نفسه وإلى مشاهدتها وإنما كان مشاهدا لربه تعالى يشاهد ما يظهر عليه من الصفات التيأوجبتالثبوت في ذلك المحل وأرجع بعضهم الضمير في قوله تعالى : وهو بالأفقالأعلى إلى النبي عليه الصلاة و السلام وهو منتهى وصول اللطائف وفسر سدرة المنتهى بما يكون منتهى سير السالكين إليه ولا يمكن لهم مجاوزته إلا بجذبه من جذبات الحق وقالوا في قاب قوسين ما قالواوأنا أقول برؤيته ص - ربه سبحانه وبدنوه منه سبحانه على الوجه اللائق ذهبت فيما اقتضاه ظاهر النظم الجليل إلى ما قاله صاحب الكشف أم ذهبت فيه إلىما قاله الطيبيفتأمل والله تعالى الموفق
أفرأيتم اللات والعزة
19
- ومناة الثالثة الأخرى
20
- هي أصنام كانت لهم فاللات كما قال قتادة : لثقيف بالطائف وأنشدوا وفرت ثقيفإلى لاتها بمنقلب الخائبالخاسر