كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)

وقال أبو عبيدة وغيره : كان بالكعبة وقال ابن زيد : كان بنخلة عند سوق عكاظ يعبده قريش ورجح ابن عطية قول قتادة وقال أبو حيان : يمكن الجمع بأن يكون المسمى بذلك أصنامافأخبر عن كل صنم بمكانه والتاء فيه قيل : أصلية وهي لامالكلمة كالباء في باء وألفه منقلبة فيما يظهر من ياء لأن مادة ل ي ت موجودة فإنوجدت مادة لو ت جاز أن تكون منقلبة من واو وقيل : تاء العوض والأصل لوية بزنة فعلة من لوى لأنهم كانوا يلوون عليه ويعتكفون للعبادة أو يلتون عليه أي يطوفون فخففبحذف الياء وأبدلت واوه ألفا وعوض عن الياء تاءا فصارت كتاء أخت وبنت ولذا وقفعليها بالتاء وقرأابن عباس ومجاهد ومنصور بن المعتمر وأبو صالح وطلحة وأبو الجوزاء ويعقوب وابن كثير في رواية بتشديد التاء علىأنه اسم فاعل من لت إذا عجن قيل : كان رجل يلت السويق للحاج على حجر فلما مات ذلك الحجر إجلالا له وسموه بذلك وعن مجاهد أنهكان على صخرة في الطائف يصنع حيسا ويطعم من يمر من الناس فلما مات عبدوه وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس أنه يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن فعبدوه وأخرج الفاكهي عنه أنه لما مات قال لهم عمروبن لحي : إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج أنه قال : كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلماتوفي جعلوا قبره وثنا وزعم الناس أنه عامر بن الظرب أحد عدوان وقيل غير ذلك والعزي لغطفان وهي على المشهور سمرة بنخلة كما قال قتادة وأصلها تأنيث العز وأخرج النسائي وابن مردويه عنالطفيل قال : لما فتح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مكة بعثخالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزي فأتاها خالد وكانت ثلاث فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثن أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال : ارجع فإنك لم تصنع شيئافرجع خالد فلما أبصرته السدنة مضوا وهم يقولون ياعزي فأتاهافإذاامرأته عريانة ناشرة شعرها تحثوالتراب على رأسها فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال عليه الصلاة و السلام : تلك العزي وفي رواية أنه صلى الله تعالى عليه وسلم بعث إليها خالدافقطعها فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول : يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ورجع فأخبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال عليه الصلاة و السلام : تلك العزي ولن تعبد أبدا وقال ابن زيد : كانت العزي بالطائف وقال أبو عبيدة : كانت بالكعبة وأيده فيالبحر بقول أبي سفيان في بعض الحروف للمسلمين لنا العزي ولاعزي لكم وذكر فيه أنه صنم وجمع بمثل ما تقدم ومناة قيل : صخرة كانت لهذيل وخزاعة عنابن عباس لثقيف وعن قتادةللأنصار بقديد وقال أبوعبيدة : كانت بالكعبة أيضا واستظهر أبو حيان أنها ثلاثتها كانت فيها قال : لأن المخاطب في قوله تعالى : أفرأيتم قريش وفيه بحث ومناة مقصورة قيل : وزنها فعلة وسميت بذلك لأن دماء النسائك كانت تمني عندهأ أي تراق وقرأابن كثير على ما في البحر مناءة بالمدة والهمزكما في قوله : ألا هل أتىتيم بنعبد مناءة على النأي فيما بيننا ابن تميم ووزنها مفعلة فالألف منقلبة عن واو كما في مقالة والهمزة أصل وهي مشتقة من النون كأنهم كانوا

الصفحة 55