كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 27)
جار في عرفي العرب والعجم علىأنه يجوز عند الأشاعرة أن يكون للزمان زمان علىما فضل في مكانه وقريء أيان بكسر الهمزة وهي لغة يوم هم على النار يفتنون
13
- أي يحرقون وأصل الفتن إذابة الجوهر ليظهر غشه ثم استعمل في الإحراق والتعذيب ونحوذلك و يوم نصب على الظرفية لمحذوف دل عليه وقوع الكلام جوابا للسؤال مضاف للجملة الأسمية بعده أي يقع يوم الدين يوم هم على النار الخ وقال الزجاج : ظرف لمحذوف وقع خبرا لمبتدأ كذلك أي هو واقع أو كائن يوم الخ وجوز أن يكون هو نفسه خبر مبتدأ محذوف والفتحة فتحة بناء لإضافته إلى غير وهي الجملة الأسمية فإن الجمل بحسب الأصل كذلك على كلام فيه بين البصريين والكوفيين مفصل في شرح التسهيل أي هو يوم هم الخ والضمير قيل : راجع إلى وقت الوقوع فيكون هذا الكلام قائما مقام الجواب على نحو سيقولون لله في جواب من رب السماوات والأرض لأن تقدير السؤال في أي وقت يقع وجوابه الأصلي في يوم كذا وإذاقلت : وقت وقوعه يوم كذا كان قائما مقامه ويجوز أن يكون الضمير لليوم والكلام جواب بحسب المعنى فالتقدير يوم الجزاء يوم تعذيب الكفار ويؤيد كونه مرفوع المحل خبرا لمبتدأ محذوف قراءة ابن أبي عبلة والزعفراني يوم هم بالرفع وزعم بعض النحاة أن يوم بدل من يوم الدين وفتحته على قراءة الجمهور بناء و يوم ما في حيزه من جملة كلام السائلين قالوه استهزاءا وحكى على المعنى ولو حكي على اللفظ لقيل : يوم نحن على النار نفتن وهو في غاية البعد كما لا يخفى وقوله تعالى : ذوقوا فتنتكم بتقدير قول وقع حالا من ضمير يفتنون أي مقولا لهم ذوقوا فتنتكم أي عذابكم المعد لكم وقد يسمى ما يحصل عنه العذاب كالكفر فتنة وجوز أن يكون منه ما هنا كأنه قيل : ذوقوا كفركم أي جزاء كفركم أو يجعل الكفر نفس العذاب مجازا وهو كما ترى هذا الذي كنتم به تستعجلون
14
- جملة من مبتدأ وخبر داخلة تحت القول المضمر أي هذا العذاب الذي كنتم تستعجلون به بطريق الإستهزاء وجوز أن يكون هذا بدلا من فتنتكم بتأويل العذاب وفيه بعد إن المتقين في جنات وعيون
15
- لا يبلغ كنهها ولا يقادر قدرها آخذين ماآتاهم ربهم أي قابلين لكل ما أعطاهم عز و جل راضين به على معنىإن كل ما آتاهم حسن مرضي يتلقى بحسن القبول والعموم مأخوذ من شيوع ما وإطلاقه في معرض المدح وإظهار منه تعالى عليهم واعتبار الرضا لأن الأخذ قبول عن قصد ونصب آخذين على الحال من الضمير في الظرف إنهم كانوا قبل ذلك في الدنيا محسنين
16
- أي لأعمالهم الصالحة آتين بها على ما ينبغي فلذلك استحقوا ما استحقوا من الفوز العظيم وفسر إحسانهم بقوله تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون
17
- الخ على أن الجملة في محل رفع بدل من قوله تعالى : كانوا قبل ذلك محسنين حصل بها تفسيره أو أنها جملةلا محل لها من الأعراب مفسره كسائر الجمل التفسيرية وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال في الآية : آخذين ما آتاهم ربهم من الفرائض إنهم كانوا قبل ذلك محسنين أي كانوا قبل تنزل الفرائض يعملون ولا أظن صحة نسبته لذلك الحبر ولا يكاد تجعل جملة كانوا الخ عليه تفسيرا إذا صح ما نقل عنه في تفسيرها وسيأتي إن شاء الله تعالى
و الهجوع النوم وقيده الراغب بقوله : ليلا وغيره بالقليل و ما إما مزيدة فقليلا
الصفحة 7
200