كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 28)
ابن أبي الحقيق وآل كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وآل حيي بن أخطب فلحقوا بخيبر ولحقت طائفة بالحيرة وقبض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أموالهم وسلاحهم فوجد خمسين درعا وخمسين بيضة وثلثمائة وأربعين سيفا وكان ابن أبيقد قال لهم : معنى ألفان منقومي وغيرهم أمدكم بها وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان فلما نازلهم صلى الله تعالى عليه وسلم اعتزلتهم قريظة وخذلهم ابن أبي وحلفاؤهم من غطفان فأنزل الله تعالى قوله عز و جل : بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم
1
- إلى قوله تعالى : والله على كل شيء قدير وتقدم الكلام على نظير هذه الجملة في صدر سورة الحديد وكرر الموصول ههنالزيادة التقرير والتنبيه على استقلال كل من الفريقين بالتسبيح وقولهتعالى : هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم بيان لبعض آثار عزته تعالى وأحكام حكمته عز و جل إثر وصفه تعالى بالعزة القاهرة والحكمة الباهرة على الإطلاق والمراد بالذين كفروا بنو النظير بوزن الأمير وهم قبيلة عظيمة من يهود خيبر كبني قريظة ويقال للحيين : الكاهنان لأنهما من ولد الكاهنبن هارون كما في البحر ويقال : إنهم نزلوا قريبا من المدينة من بني إسرائيل انتظارا لخروج الرسول صلى الله عليه و سلم فكان من أمرهم ما قصه الله تعالى
وقيل : إن موسى عليه السلام كان قد أرسلهم إلى قتل العماليق وقال لهم : لا تستحيوا منهمأحدا فذهبوا ولم يفعلوا وعصوا موسى عليه السلام فلما رجعوا إلى الشام وجدوه قد مات عليه السلام فقال لهم بنو إسرائيل : أنتم عصاة الله تعالى والله لأدخلتم علينا بلادنا فانصرفوا إلى الحجاز إلى أن كان ما كان وروي عن الحسن أنهمبنو قريظة وهو وهم كما لا يخفى والجار الأول متعلق بمحذوف أي كائنين من أهل الكتاب والثاني متعلق بأخرج وصحت إضافة الديار إليهم لأنهم كانوا نزلوا برية لا عمران فيها فبنوا فيها وسكنوا وضمير هو راجع إليه تعالى بعنوان العزة والحكمة إما بناءا على كمالظهور اتصافه تعالى بهما مع مساعدة تامة منالمقام أو على جعله مستعارا لاسم الأشارة كما في قوله تعالى : قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم علىقلوبكم من إله غير الله يأتكمبه أي بذلك فكأنه قيل : ذلك المنعوت بالعزة والحكمة الذي أخرج الخ ففيه إشعار بأنفي الأخراج حكمة باهرة وقوله تعالى : لأول الحشر متعلق بأخرج واللام لام التوقيت كالتي في قولهم : كتبته لعشر خلون ومآلها إلى معنى في الظرفية ولذا قالوا هنا أيفي أول الحشر لكنهملم يقولوا : إنها بمعنى في إشارة إلى أنها لم تخرج عن أصل معناها للأختصاص لأن ما وقع فيوقت اختص بهدون غيره من الأوقات وقيل : إنها للتعليل وليس بذاك ومعنى أول الحشر أن هذا أول حشرهم إلى الشام أي أول ماحشروا وأخرجوا ونبه بالأولية على أنهم لم يصبهمجلاء قبل ولم يجلهم بختنصر حين أجلى اليهود بناءا على أنهملم يكونوا معهم إذ ذاك وإن نقلهم من بلاد الشام إلى أرض العرب كان باختيارهم أو لم يصبهمذلك في الأسلام أو على أنهمأول محشورين من أهل الكتاب في جزيرة العرب إلى الشام ولا نظر في ذلك إلى مقابلة الأول بالآخر وبعضهميعتبرها فمعنى أول الحشر أنهذا أولحشرهم وآخر حشرهم إجلاء عمررض عنه إياهم من خيبر إلى الشام وقيل : آخر حشرهم حشرهم يوم القيامة لأنالمحشر يكون بالشام
وعن عكرمة منشك أن المحشر ههنا يعني الشام فليقرأ هذه الآية وكأنه أخذ ذلك من أن المعنى لأولحشرهم