كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 28)
الروح وخاطر الروح خاطر الحق إلى غير ذلك وأن لا يعصي في معروف يفيده معرفة الله عز و جل وأن يطلب من اللهسبحانه في ضمن المبالغة أن يستر صفاته بصفاته ووجوده بوجوده وحاصله أن يطلب له البقاءبعد الفناء وذلك فضل اللهيؤتيه من يشاء
سورة الصف
وتسمى أيضا سورة الحواريين وسورة عيسى عليه السلام وهي مدنية في قولالجمهور وروي ذلك عنابن الزبير وابن عباس والحسن وقتادة وعكرمة ومجاهد وقالابن يسار : مكية ورويذلك عن ابن عباس ومجاهد أيضا والمختار الأول ويدل له ما أخرجه الحاكم وغيره عن عبد اللهبن سلام قال : قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا : لو نعلم أي الأعمال أحبإلى الله تعالى لعملناه فأنزل الله سبحانه سبح للهما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال عبد الله فقرأها علينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى ختمها وروي هذاالحديث مسلسلا يقرأهاعلينا وهو حديث صحيح على شرط الشيخين أخرجه الإمام أحمد والترمذي وخلق كثير حتى قال الحافظ ابن حجر : إنهأصح مسلسل يروى في الدنيا إن وقع في المسلسلاتمثله فيمزيد علوه وكذا ما روي في سبب النزول عن الضحاك من أنه قولشباب من المسلمين : فعلنا في الغزو كذاولميفعلوا وماروي عن ابنزيد من أنه قولالمنافقينالمؤمنين : نحن منكم ومعكمثم يظهر من أفعالهم خلاف ذلك
وآيها أربععشرة آية بلا خلاف ومناسبتها لما قبلها اشتمالها على الحث على الجهاد والترغيب فيه وفي ذلك من تأكيد النهي عن اتخاذ الكفار أولياء الذي تضمنه ما قبل ما فيه
بسم الله الرحمن الرحيم سبح لهه ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم
1
- الكلام فيه كالكلام المار في نظيره والنداء يوصف الإيمان في قوله تعالى : يآ أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون
2
- على ما عداالقول الأخير في سبب النزول ظاهر وعليه قيل : هو للتهكم بأولئك المنافقين وبإيمانهم و لم مركبة من اللامالجارة وما الأستفهامية قد حذفألفها على ما قال النحاة للفرق بين الخبر والأستفهام ولم يعكسحرصا على الجواب وقيل : لكثرة استعمالهامعا فاستحقالتخفيف وإثباتالكثرة المذكورة أمر عسير وقيل : لاعتناقهما في الدلالة على المستفهم عنه وبين بأن قولك : لم فعلتمثلاالمستفهم عنه علة الفعل فهو كالمركب من العلة والفعل والعلة مدلولاللام والفعل مدلول ما لأنها بمعنى أي شيء والمفيد لذلك المجموع وعند عدم الحرف المسئول عنه الفعل وحدهوهو كما ترى والمعنى لأي شيء تقولون ما لا تفعلونه منالخير والمعروف ! على أن مدار التوبيخ في الحقيقة عدمفعلهم وإنما وجه إلى قولهم تنبيها على تضاعف معصيتهم ببيان أن المنكر ليس ترك الخير الموعود فقطبل الوعد أيضا وقد كانوايحسبونه معروفا ولو قيل : لم لا تفعلونما تقولونلفهم منهأن المنكر هو ترك الموعود كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
3
- بيان