كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 29)

ذلك عن عكرمة وابن زيد وقيل هو من كلام ملائكة الموت أي أيكم يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب من الرقي وهو العروج وروي هذاعن ابن عباس أيضا وسليمانالتيميوالأستفهام عليه حقيقي وتعقب بأناعتبار ملائكةالرحمة يناسبقولهتعالىفلا صدقالخ ودفع بأن الضمير للأنسان والمراد به الجنس والأقتصار بعد ذلك على أحوال بعض الفريقين لا ينافيالعمومفيما قبل ووقف حفص رواية عن عاصم على من وابتدأ راق وأدغم الجمهور قال أبو عليلا أدري ما وجهقراءته وكذلك قرأبلران وقال بعضهمكأنه قصد أن لا يتوهم أنهاكلمة واحدةفسكت سكتة لطيفة ليشعر أنهماكلمتان وإلا فكان ينبغي أن يدغم في منراقفقد قال سيبويه إن النون تدغمفي الراء وذلكنحومن راشد والإدغامبغتةغنةولم يذكر الإظهار ويمكن أن يقال لعلالإظهاررأيكوفيفعاص شيخ حفص يذكر أنه كانعالما بالنو وأمابل ران فقد ذكر سيبويه في ذلك أيضا أن إظهاراللاموإدغامها مع الراءحسنان فلعل حفصالما أفرط في إظهارالإظهار فيهصار كالوقف القليل واستدلبقولهتعالىإذا بلغت التراقي على أن النفسجسم لا جوهرمجرد إذ لا يتصفبالحركة والتحيز وأجاب بعض بأن هذه النفسالمسند إليها بلوغالتراقي هيالنفسالحيوانية لا الروحالأمريةوهي الجوهر المجرد دون الحيوانية وآخر بأنالمراد ببلوغها التراقي قربانقطاع التعلق وهويتصف بهالمجرد إذ لا يستدعيحركةولا تحيزاولا نحوهما مما يستحيل عليه وزعم أنهلا يمكنإرادة الحقيقة ولو كانت النفس جسماضرورة أنبلوغها التراقي لا يتحقق إلا بعد مفارقتها القلب وحينئذ يحصل الموت ولايقال من راق كما هو ظاهرعلى الوجهالأولفيه ولايتأنىأيضاما يذكر بعد علىما ستعلمه إن شاء الله تعالى فيه والذي عليهجمهورالأمة سلفا وخلفا إن النفسوهي الروح الأمرية جسم لطيف جداألطفمن الضوء عند القائلبجسميته والنفسالحيوانية مركب لهاوهي سارية في البدن نحو سريان ماءالورد في الورد والنار فيالفحم وسريانالسيال الكهربائيعند القائلبه في الأجسام والأدلةعلى جسميتهاكثيرة وقد استوفاهاالشيخ ابن القيمفي كتابالروحوأتى فيهبالعجب ثم الظاهر أن المراد ببلوغالتراقي مشارقةالموتوقربخروجال البدن سلمتالضرورة التي في كلامذلكالزاعمأم لم تسلملقوله تعالى وقيلمن راق وظن أنه الفراق أي وظن الأنسان المحتضر أن ما نزل به الفراق من حبيبته الدنيا ونعيمهاوقيل فراق الروح الجسد والظن هنا عند أبي حيان على بابه وأكثر المفسرين على تفسيره باليقينقال الأمام ولعلهإنماسمي اليقين ههنا بالظن لأنالأنسان ما دامتروحه متعلقة ببدنه يطمع في الحياة لشدة حبه لهذه الحياة العاجلة ولا ينقطع رجاؤهعنها فلا يحصل له يقين الموتبل الظن الغالبمع رجاء الحياة أو لعله سماهبالظنعلى سبيل التهكم والتفتالساقبالساق أيالتفت ساقه بساقه والتوتعليها عند هلع الموتوقلبه كماروي عن الشعبيوقتادة وأبي مالكوقال الحسن وابن المسيبهما ساقا الميت عندما لفا في الكفن وقيل المراد بالتفافهما انتهاء أمرهما وما يراد فيهما يعنيموتهماوقيليبسهما بالموت وعدم تحرك أحدهما عن الأخرى حتى كأنهما ملتفان فهماأولما يخرج الروح منه فتبردان قبل سائر الأعضاء وتيبسان فالساق بمعناها الحقيقيوأل فيها عهدية أو عوض عن المضاف إليه وقالابن عباسوالربيع ابن أنس وإسماعيلبن أبيخالد وهو رواية عن الحسن أيضا التفتشدة فراقالدنيابشدةإقبال الآخرةواختلطتا ونحوه قول عطاء اجتمع عليه شدة مفارقة المألوفمنالوطن والأهلوالولد والصديقوشدةالقدومعلىر شأنهلا يدريبماذا يقدم عليه فالساق عبارة عن الشدةوهومثل في ذلك والتعريفللعهد وأخرج عبد بن حميد وابن جريرعن الضحاك التفت أسوق حاضريه مع الإنس والملائكة هؤلاء يجهزون

الصفحة 147