كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وجماعة عن ابن عباس أنه سئل عن ذلك فقال هو المشاء بالنميمة المفرق بين الجمع المغري بين الاخوان وأخرج ابن أبي حاتم وعبد بن حميد وغيرهما عن مجاهد الهمزة الطعان في الناس واللمزة الطعان في الانساب وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية الهمز في الوجه واللمز في الخلف وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن جريج الهمز بالعين والشدق واليد واللمز باللسان وقيل غير ذلك وماتقدم أجمع 0 وقرأ الباقر رضى الله تعلى عنه لكل همزة لمزة بسكون الميم فيهما على البناء الشائع في معنى المفعول وهو المسخرة الذي يأتي بالاضاحيك فيضحك منه ويشتم ويهمز ويلمز ونزل ذلك عل مأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن سحق عن عثمان بن عمر في أبي بن خلف وعلى ماأخرج عن السدى في أبي بن عمر والثقفي الشهير بالاخلس بن شريق فانه كان مغتابا كثير الوقعية وعلى ماقال ابن اسحق في أمية بن خلف الجمحي وكان يهمز النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويعيبه على ماأخرج ابن جرير وغيره عن مجاهد في جميل بن عامر وعلى ماقيل في الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله صلى اله تعالى عليه وسلم وغضه منه وعلى قول في العاص ابن وائل ويجوز أن يكون نازلا في جميع من ذكر لكن استشكل نزولها في الاخنس بانه على ماصححه ابن حجر في الاصابة أسلم وكان من المؤلفة قلوبهم فلا يتاتى الوعيد ألآتي في حقه فاما ان لايصح ذلك أو لايصح اسلامه وأيضا استشكلت قراءة الباقر رضى الله تعالى عنه بناء على ماسمعت في معناها وكون الآية نازلة في الوليد بن المغيرة ونحوه من عظماء قريش وبه اندفع مافي التأويلات من أنه كيف عيب الكافر بهذين الفعلين مع ان فيه حالا أقبح منهما وهو الكفر وأماما أجاب به من أن الكفر غير قبيح لنفسه بخلافهما فلا يخفى ضعفه لان فوت الاعتقاد الصحيح أقبح من كل شيء قبيح وقوله تعالى الذي جمع مالا بدل من كل بدل وقيل بدل بعض من كل وقال الجار بردى يجوز أن يكون صفة له لانه معرفة على ماذكره الزمخشري في قوله تعالى وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد اذ جعل جملة معها سائق حالا من كل نفس لذلك ولايخفى مافيه ويجوز أن يكون منصوبا أو مرفوعا على الذم وتنكير ملا للتفخيم والتكثير وقد كان عند القائلين انها نزلت في لاخنس أربعة لآلاف دينار وقيل عشرة آلاف وجوز أن يكون للتحقير والتقليل باعتبار أنه عند الله تعالى أقل وأحقر شىء وقرأ الحسن وأبو جعفر وابن عامر والاخوان جمع بشد الميم للتكثير وهوأوفق بقوله تعالى وعدده أي عده مرة بعد أخرى حباله وشغفا به وقيل جعله أصنافا وأنواعا كعقار ونقوده حكاه في التاويلات وقال غير واحد أى جعله عة ومدخرا لنوائب الدهر ومصائبه وقرأ الحسن والكلبي وعدده بالتخفيف فقيل معناه وعده فهو فعل ماضي فك ادغامه على خلاف القيلس كما في قوله مهلا اعاذل هل جربت من خلقي
اني أجود لاقوام وان ضننوا وقيل هو اسم بمعنى العدد المعروف معطوف على ماله أي جمع ماله وضبط عدده وأحصاه وليس ذلك على مافي الكشف من باب علفتها تبنا وماء باردا لان جمع العدد عبارة عن ضبطه واحصائه فلا يحتاج الى تكلف وعلى الوجهين ايد بالقراءة المذكورة المعنى الاول لقراءة الجمهور وقيل هو اسم بمعنى الاتباع والانصار يقال فلان ذو عدد وعدد اذا كان له عدد وافر من الانصار وما يصلحهم وهو معطوف على ماله أيضا أي جمع ماله وقومه الذين ينصرونه يحسب أن ماله أخلده جملة حالية أو استئنافية وأخلده وخلده بمعنى أى تركه خالدا أى ماكثا لايتناهى أو مكثا طويلا جدا والكلام من باب الاستعارة التمثيلية والمراد ان المال طول أمله ومناه الاماني البعيدة فهو يعمل من تشييد البنيان وغرس الاشجار وكرى