كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
القصة قبل ولادة عبد الله وهو خلاف ماعلمت من القول المرجح اللهم الا ان يقال انه تجلى فيه ذلك النور وان كان قد انتقل ثم قال لترجمانه قل له ماحاجتك فقال حاجتي أن يرد على الملك ابلى فقال أبرهة لترجمانه قل له قد كنت أعجبني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه فلا تكلمني فيه فقال عبد المطلب اني رب الابل وان للبت ربا سيمنعه قال ماكن ليمنع مني قال أنت وذاك وفي رواية انه دخل عليه مع عبد المطلب ثفانة ابن عدي سيد بني بكر وخويلد بن واثلة سيد هذيل فعرضا عليه ثلث أموال أهل تهامة على أن يرجع ولا يهدم البيت فأبى ورد الابل على عبد المطاب فانصرف الى قريش فأخبرهم الخبر فتحرزوا في شعف الجبال تخوفا من معرة الجيش ثم قال فأخذ بحلقة باب الكعبة ومعه نفر من قريش يدعون الله عز و جل ويستنصرونه فقال وهو آخذ بالحلقة لاهم ان المرء يمنع
رحله فامنع حلالك وانصر على آل الصليب
وعابديه اليوم آلك لايغلبن صليبهم
ومحالهم غدوا محالك جروا جموع بلادهم
والفيل كي يسبوا عيالك عمدوا حماك بكيدهم
جهلا وما رقبوا جلالك ان تاركهم وكعبتنا
فأمر ما بدا لك وقال أيضا يارب لاأرجوا لهم سواكا
يارب فامنع عنهم حماكا ان عدوا البيت من عاداكا
امنعهم أن يخربوا فناكا ثم أرسل الحلقة وانطلق هو ومن معه الى شعف الجبال ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة اذا دخلها فلما أصبح تهيأ للدخول وعبي جيشه وهيأ الفيل فلما وجهوه الى مكة أقبل نفيل بن حبيب حتى قام الى جنبه فأخذ باذنه فقال ابرك محمود وارجع راشدا من حيث جئت فانك في بلد الله الحرام ثم أرسل اذنه فبرك أي سقط وخرج نفيل يشتد حتى أصعد في الجبل فضربوا الفيل وأوجعوه ليقوم فأبى ووجهوه راجعا الى اليمن فقام يهرول الى الشام ففعل مثل ذلك فوجهوه الى مكة فبرك فسقوه الخمر ليذهب تمييزه فلم ينجع ذلك وقيل ان عبد المطلب هو الذي عرك اذنه وقال له ماذكر وكان ذلك عند وادي محسر وأرسل الله تعالى طيرا من البحر قيل سودا وقيل خضرا وقيل بيضا مثل الخطاطيف مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لاتصيب أحدا منهم الاهلك ويروى أنه يلقيها على رأس أحدهم فتخرج من دبره ويتساقط لحمه فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاؤا يسألون عن نفيل ليدلهم على الطريق الى اليمن فقال نفيل حين رأى مانزل بهم أين المفر والاله الطالب
والاشرم المغلوب ليس الغالب ألا حييت عنا ياردينا
نعمناكم عن الاصباح عينا ردينة لو رأيت ولا تريه
لدى جنب المحصب ما رأينا اذا لعذرتني وحمدت أمري
ولاتأسى على مافات بينا فكل القوم تسأل عن نفيل
كأن عليه للحبشان دينا وجعلوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون في كل منهل وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم تسقط انملة انملة كلما سقطت انملة تبعها منه مدة ثم دم وقيح حتى قدموا صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما مات