كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
على ذات فالاستخبار عن حال المكذبين وحال الداعين أحسن هو أم قبيح على قياس مامر وتعقبه في الكشف بأنه لايلائم المقام رجوع الضمير الى الطائفتين حتى يوضع موضع المصلين فافهم وقرأ ابن اسحق والاشهب يرؤون بالقصر وتشديد الهمزة وفي رواية أخرى عن ابن اسحق أنه قرأ بالقصر وترك التشديد والله تعالى أعلم
سورة الكوثر
وتسملى كما قال البقاعي سورة النحر 0 وهي مكية في قول ابن عباس والكلبي ومقاتل ونسب في البحر الى الجمهور مدنية في قول الحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد وفي الاتقان انه الصواب ورجحه النووى عليه الرحمة في شرح صحيح مسلم لما أخرج الامام احمد ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه وغيرهم عن أنس بن مالك قال أغفى رسول الله صلىالله تعالى عليه وسلم اغفاءة فرفع رأسه متبسما فقال انه انزل آنفا سورة فقرأبسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر حتى ختمها الحديث 0 وفي اخبار سبب النزول مايقتضي كلا من القولين وستسمع بعضا منها منها ان شاء الله تعالى ومن هنا استشكل أمرها وذكر الخفاجي أن لبعضهم تأليفا صحح فيه أنها نزلت مرتين وحينئذ فلا اشكال 0 وآيها ثلاث بلا خوف وليس في القرآن كما أخرج البيهقي عن ابن شبرمة سورة آيها أقل من ذلك بل قد صرحوا بأنها أقصر سورة في القرآن وقال الامام هي كالمقابلة للتي قبلها لان السابقة وصف الله تعالى فيها المنافق بأربعة أمور البخل وترك الصلاة والرياء ومنع الزكاة فذكر عز و جل في هذه السورة في مقابة البخل انا أعطيناك الكوثر أي الخير الكثير وفي مقابلة ترك الصلاة فصل أي دم على الصلاة وفي مقابلة الرياء لربك أي لرضاه لا للناس وفي مقابلة منع الماعون وانحر وأراد به سبحانه التصدق بلحوم الاضاحى ثم قال فاعتبر هذه المناسبة العجيبة انتهى فلا تغفل بسم الله الرحمن الرحيم
انا أعطيناك وقرأ الحسن وطلحة وابن محيصن والزعفراني أنطيناك بالنون وهي على ما قال التبريزي لغة العرب العرباء من أولى قريش وذكر غيره انها لغة بني تميم وأهل اليمن وليست من الابدال الصناعي في شىء ومن كلامه صلى الله تعالى عليه وسلم اليد المنطية واليد السفلى المنطاة وكتب عليه الصلاة و السلام لوائل أنطوا الثبجة أي الوسط في الصدقة الكوثر فيه أقوال كثيرة فذهب أكثر المفسرين الى انه نهر في الجنة لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم في آخر الحديث المتقدم آنفا المروى عن الامام احمد ومسلم ومن معهما هل تدرون ما الكوثر قالوا الله تعالى ورسوله أعلم قال هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول يارب أنه من أمتي فيقال انك لا تدري ما أحدث بعدك وقوله عليه الصلاة و السلام على ماأخرجه الامام أحمد والشيخان والترمذى والنسائى وابن ماجه وآخرون عن أنس عنه صلى الله تعالى عليه وسلم دخلت الجنة فاذا بأنا بنهر حافتاه خيام الؤلؤ فضربت بيدى الى مايجري فيه الماء فاذا مسك اذفر قلت ماهذا ياجبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله تعالى وجاء في حديث عن أنس أيضا قال دخلت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال قد أعطيت الكوثر قلت يارسول الله وماالكوثر قال نهر في الجنة عرضه وطوله مابين المشرق والمغرب لايشرب منه أحد فيظمأ ولايتوضأ منه أحد فيشعف ابدا لايشرب منه من أخفر ذمتي ولامن قتل أهل بيتي وروى عن عائشة انها قالت هو نهر في الجنة عمقه سبعون ألف فرسخ ماؤه أشد بياضا