كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
ألف فقيل مقصور من شانى كما قالوا برج في بارد وبر في بار وجوز أن يكون بناء على فعل هذا واعلم ان هذه السورة على قصرها وايجازها قد اشتملت على ماينادي على عظيم اعجازها وقد اطال الامام فيها الكلام وأتى بكثير 3 مما يستحسنه ذوو الافهام وذكلر أن قوله تعالى وانحر متضمن الاخبار بالغيب وهو ذات سعة ذات يده صالى الله تعالى عليه وسلم وأمته وقيل مثله في ذلك ان شانئك هو الابتر 0 وذكر أنه روى أن مسيلمة الكذاب عارضها بقوله انا أعطيناك الزمجار فصل لربك وهاجر ان مبغضك رجل كافر 0 ثم بين الفرق من عدة أوجه وهو لعمري مثل الصبح ظاهر ومن أراد الاطلاع على أزيد مما ذكر فليرجع الى تفسير الامام والله تعالى ولي التوفيق والانعام
سورة الكافرون
وتسمى المقشقشة كما اخرجه ابن أبي حاتم على زرارة بن او في وهومن قشقش المريض اذا صح وبرأ أي المبرثة من الشرك والنفاق وتسمى أيضا كما في جمال سورة العبادة وكذا تسمى
سورة الاخلاص
وهي عند أبي عباس والجمهور مكية وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير انها مدنية وحكاه في البحر عن قتادة على خلاف مافي مجمع البيان من انه قائل بمكيتها وأياما كان قول الدواني أنها مكية بالاتفاق ليس في محله 0 وآيها ست بلا خلاف وفيها اعلان مافهم مما قللها من الامر باخلاص العبادة له عز و جل ويكفي ذلك في المناسبة بينهما وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لجبلة بن حارثة وهوأخو زيد بن حارثة وقد قال له عليه الصلاة و السلام علمني شيئا أقوله عند منامي نحو ذلك كما في حديث أخرجه الامام أحمد والطبراني في الاوسط وأمر صلى الله تعالى عليه وسلم أنسا بأن يقرأها عند منامه أيضا معللا لذلك بما ذكر كما أخرجه البيهقي في الشعب وأمر عليه الصلاة و السلام خبابا بذلك أيضا كما في حديث أخرجه البزار وابن مردويه وأخرج أبو يعلى والطبراني عن أبن عباس مرفوعا الا أدلكم على كلمة تنجيكم من الاشراك بالله تعالى تقرؤن قل يأيها الكافرون عند منامكم وروى الديلمي عن عبد اله بن جراد قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المنافق لايصلي الضحى ولايقرأ قل ياأيها الكافرون ويسن قراءتها أيضا مع سورة قل هو الله أحد في ركعتي سنة الفجر التي هي عند الاكثرين أفضل السنن الرواتب وكذا في الركعتين بعد المغرب وهي حجة على من قال منن الائمة انه لايسن في سنة الفجر ضم سورة الى الفاتحة وجاء في حديث أخرجه الطبراني في الاوسط عن ابن عمر مرفوعا وفي آخر أخرجه الصغير عن سعد بن أبي وقاص كذلك انها تعدل ربع القرآن ووجه ذلك الامام بان القرآن مشتمل على الامر بالمأمورات والنهي عن المحرمات وكل منهما أما ان يتعلق بالقلب أو الجوارح فيكون أربعة أقسام وهذه السورة مشتملة على النهى عن المحرمات المتعلقة بالقلب فتكون كربع القرآن وتعقب بأن العبادة