كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
لينة طاعتهم الايمان والفقه يمان والحكمة يمانية وأخرجه أيضا من طريق عبد الاعلى عن معمر عن عكرمة مرسلا وقوله عليه الصلاة و السلام الايمان يمان جاء في حديث أخرجه البخارى ومسلم والترمذى عن أبى هريرة مرفوعا بلفظ أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة والين قلوبا الايمان يمان والحكمة يمانية فقيل قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لان مكة يمانية ومنها بعث صلى الله تعالى عليه وسلم وفشأ الايمان وقيل ارادة عليه الصلاة و السلام مدح الانصار لانهم يمانون وقد تبوؤا الدار والايمان وقول ابن عباس في الخبر في المدينة يعارض قول من قال ان ذلك انما قاله صلى الله تعالى عليه وسلم بتبوك وكان بينه وبين اليمن مكة والمدينة وهما دارا الايمان ومظهراه ويحتمل تكرر القول والظاهر انه ثناء على أهل اليمن لاسراعهم الى الايمان وقبولهم له بلا سيف ويشمل الانصار من أهل اليمن وغيرهم فكان الايمان كان في سنخ قلوبهم فقبلوه كما أنهى اليهم كمن يجد ضالته ومثله في الثناء عليهم قوله عليه الصلاة و السلام أجد نفس ربكم من قبل اليمن وقال عصام الدين يحتمل أن يكون الخطاب في رأيت الناس عاما لكل مؤمن ثم قال ومما يختلج في القلب أن الناسب بقوله تعالى يدخلون في دين الله أفواجا أن يحمل قوله سبحانه والفتح على فتح باب الدين عليهم انتهى وكلا الامرين كما ترى وقرأابن عباس كما اخرج ابو عبيدة وابن المنذر عنه اذاء جاء فتح الله والنصر وقرا ابن كثير في رواية يدخلون بالبناء للمفعول فسبح بحمد ربك اى فنزهه تعالى بكل ذكر يدل عالى التنزيه حامدا له جلا وعلا زيادة في عبادته والثناء عيه سبحانه لزيادة انعامه سبحانه عليك فالتسبيح التنزيه لا التلفظ بكلمة سبحان الله والباء للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال والحمد مضاف اى المفعول وامعنى على الجمع بين تسبيحه تعالى وهو تنزيه سبحانه عما لايليق به به عز و جل من النقائص وتحميده وهو اثبات مالايليق به تعالى من الحامد له لعظم ما انعم سبحانه به عليه عليه الصلاة و السلام وقيل أي نزهه تعالى عن العجز في تأخير ظهور الفتح واحمده على التأخير وصفه تعالى بان توقيت الامور من عنده ليس الا لحكمة لايعرفها الا هو عز و جل وهوكما ترى وايد ذلك بما في الصحيحين عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى يتأول القرآن تعنى هذا مع قوله تعالى واستغفره أى اطلب منه ان يستغفر لك وكذا كما في مسند الامام أحمد وصحيح ومسلم عن عائشة أيضا قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قول سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب اليه وقال ان ربي كان أخبرنى ان سأرى علامة فى أمتى وامرنى أذا رأيتها ان اسبح بحمده واستغفره الخ وروى ابن جرير من طريق حفص ابن عاصم عن الشعبى عن ام سلمة قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في آخر أمره لايقوم ولايقعد ولايذهب ولا يجىء الا قال سبحان الله وبحمده قال اتي امرت بها وقرأ السورة وهو غريب وفي المسند عن ابي عبيدة عن عبد الله بن مسعود لما نزلت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اذا جاء نصر الله والفتح كان يكثر اذا قرأها وركع أن يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى انك أنت التواب الرحيم ثلاثا وجوز أن تكون الباء للاستعانة والحمد مضاف الى الفاعل أى سبحه بما حمد سبحانه به نفسه قال ابن رجب اذ ليس كل تسبيح بمحمود فتبيح المعتزلة يقتضى تعطيل كثير من الصفات وقد كان بشر المريسى يقول سبحان ربى الاسفل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والظاهر الملابسة وجوز ان يكن التسبيح مجازا عن التعجب بعلاقة السببية فأن رأى أمرا عجيبا قال سبحان الله أى فتعجب لتيسير الله تعالى بما لم يخطر ببالك وبال أحد من ان يغلب أحد على أهل الحرم وأحمده تعالى على صنعه وهذا التعجب تعجب