كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)

على أن فيه بعد ما فيه وقرأ ابن محيص وابن كثير أبى لهب بسكون الهاء وهو من تغيير الاعلام على مافى الكشاف وقال أبو البقاء الفتح والسكون لغتان وهوقياس على المذهب الكوفى ما أغنى عنه ماله أى لم يغنى عنه ماله حين حل به التباب على أن ما نافية ويجوز أن تكون استفهامية فى محل نصب بما بعدها على أنها مفعول به أومفعول مطلق أى اغناء أو أى شىء أغنى عنه ماله وماكسب أى والذى كسبه على أن ما موصولة وجوز أن تكون مصدرية أى وكسبه وقال أبو حيان اذا كان ما الاولى استفهامية فيجوز أن تكون هذه كذلك أى وأى شىء كسب أى لم يكسب شيئا وقال عصام الدين يحتمل أن تكون نافية والمعنى ما أغنى عنه ماله مضرة وما كسب منفعة وظاهرة أنه جعل فاعل كسب ضمير المال وهو كما ترى واستظهر فى البحر موصوليتها فالعائد محذوف أى والذى كسبه به من الارباح والنتائج والمنافع والوجاهة والاتباع أو ما أغنى عنه ماله الموروث من أبيه والذى كسبه بنفسه أو ماله والذى كسبه من عمله الخبيث الذى هو كيده فى عداوة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم كما قال الضحاك أو من عمله الذى يظن أنه منه على شىء كقوله تعالى وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا كما قال قتادة وعن ابن عباس ومجاهد ماكسب من الولد أخرج أبو داود عن عائشة مرفوعا أن أطيب مايأكل الرجل من كسبه وان ولده من كسبه وروى أنه كان كان يقول ان كان مايقول ابن أخى حقا فانا أفتدى منه نفسى بمالى وولدى وكان له ثلاثة أبناء عتبة ومعتب وقد أسلما يوم الفتح وسر النبى عليه الصلاة و السلام باسلامهما ودعا لهما وشهدا حنينا والطائف وعتيبة بالتصغير ولم يسلم وفى ذلك يقول صاحب كتاب الباء كرهت عتيبة اذ أجرما
وأحببت عتبة اذ أسلما كذا معتب مسلم فأحترز
وخف أن تسب فتى مسلما وكانت أم كلثوم بنت رسول اله صلى الله تعالى عليه وسلم عند عتيبة وأختها عند أخيه عتبة فلما نزلت هذه السورة قال أبو لهب لهما رأسى ورأسكما حرام ان لم تطلقا ابنتى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فطلقاهما الا ان عتيبة المصغر كان قد أراد الخروج الى الشام مع أبيه فقال لآتين محمدا عليه الصلاة و السلام وأوذينه فأتاه فقال يامحمد انى كافر بالنجم اذا هوى وبالذى دنا فتدلى ثم تفل تجاه رسول الله صلى تعالى عليه وسلم ولم يصبه عليه الصلاة و السلام شىء وطلق ابنته أم كلثوم فاغضبه عليه الصلاة و السلام بما قال وفعل فقال صلى تعالى عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبا من كلابك وكان أبو طالب حاضرا فكره ذلك وقال ما أغناك باأبن أخى عن هذه الدعوة فرجع الى أبيه ثم خرجوا الى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من دير وقال لهم ان هذه أرض مسبعة فقال أبو لهب أغيثونى يامعشر قريش فى هذه الليلة فانى أخاف على أبنى دعوة محمد صلى اله تعالى عليه وسلم فجمعوا جمالهم وأناخوهم حولهم خوفا من الاسد فجاء أسد يتشمم وجوههم حتى أتى عتيبة فقتله وفى ذلك يقول حسان من يرجع العام الى أهله
فما أكيل ايبع راجع وهلك أبو لهب نفسه بالعدسة بعد وقعة بدر لسبع ليال فاجتنبه أهله مخافة العدوى وكانت قريش تتقيها كالطاعون فبقى ثلاثا حتى نتن فلما خافوا العار استأجروا بعض السودان فاحتملوه ودفنوه وفى رواية حفروا له حفرة ودفعوه بعود حتى وقع فيها حتى وقع فيها فقذفوه بالحجارة حتى واروه وفى أخرى انهم لم يحفروا له وأنما أسندوه لحائط وقذفوا عليه الحجارة من خافه حتى توارى فكان الامر كما أخبر به القرآن وقرأ عبد الله وماأكتسب بناء الافتعال سيصلى نارا سيدخاها لامحالة فى الآخرة ويقاسى حرها

الصفحة 262