كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
والسين لتأكيد الوعيد والتنوين للتعظيم أى نارا عظيمة ذات لهب ذات اشتعال وتوقد عظيم وهى نار جهنم ما أغنى الخ قال فى الكشف استئناف جوابا عما كان يقول انا افتدى بمالى ويتوهم من صدقه وفى تحسير له وتهكم بما كان مفتخر به من المال والبنين وهذه الجملة تصوير للهلاك بما يظهر معه عدم أغناء المال والولد وهو ظاهر على تفسير ماكسب بالولد وقال بعض الافاضل الاولى اشارة لهلاك عمله وهذه اشارة لهلاك نفسه وهوأيضا على بعض الاوجه السابقة فتذكر ولاتغفل وقوله تعالى وامرأته عطف على المستكن فى سيصلى لمكان الفصل بالمفعول وقوله تعالى حمالة الطب نصب على الشتم والذم وقيل على الحالية بناء عالى أن الاضافة غير حقيقة للاستقبال على ما ستسمعه ان شاء الله تعالى وهى أم جميل بنت حرب أخت أبى سفيان اخرج ابن عساكر عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر رضى الله تعالى عنهما أن عقيل بن أبى طالب دخل على معاوية فقال له معاوية له أين ترى عمك أبا لهب من النار فقال له عقيل اذا دخلتها فهو على يسارك مفترش عمتك حمالة الحطب والراكب خير من المركوب ولاأظن صحة هذا الخبر عن الصادق لان فيه مافيه وكانت على مافى البحر عوراء ووسمت بذلك لانها على ماأخرج بن أبى حاتم وابن جرير عن ابن زيد كانت تأتى بأغصان الشوك تطرحها بالليل فى طريقه عليه الصلاة و السلام وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يطؤه كما يطأ الحرير وروى عن قتادة أنها مع كثرة مالها كانت نحمل الحطب عالى ظهرها لشدة بخلها فعيرت بالبخل وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه وعن مجاهد انها كانت تمشى بالنميمة وأخرجه ابن أبى حاتم عن الحسن أيضا وروى عن ابن عباس والسدى ويقال لمن يمشى بها يحمل الحطب بين الناس أى يوقد بينهم النائرة ويؤرث الشر فالحطب مستعار للنميمة وهى استعارة مشهورة ومن ذلك قوله من البيض لم تصطد على ظهر لامة
ولم تمشى بين الحى بالحطب الرطب وجعاه رطبا ليدل على التدخين اذى هو زيادة فى الشر ففيه ايغال حسن وكذا قول الراجز ان بنى الادرم حمالوا الحطب
هم الوشاة فى الرضاء والغضب وقال ابن جرير حمالة الخطايا واذنوب من فلان يحطب على ظهره اذا كان يكتسب الآثام والخطايا والظاهر ان الحطب عليه مستعار للخطايا بجامع أن كلا مبدأ للاحراق وقيل الحطب جمع حاطب جمع حارس وحرس أى تحمل الجناة على الجنايات وهومحمل بعيد وقر أبو حيوة وابن مقسم سيصلى بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام ومريئته بالتصغير والهمز وقرىء ومريته بالتصغير وقاب الهمزة ياء وادغامها وقرأ الحسن وابن اسحق سيصلى بضم الياء وسكون الصاد واختلس حركة الهاء فى أمرأته أبو عمر وفى رواية وقرأ أبو قلابة حاملة الحطب على وزن فاعله مضافا وقرأ الاكثرون حمالة الحطب بالرفع والاضافة وقرىء حمالة للحطب بالتنوين رفعا ونصبا وبلام الجر فى الحطب وقوله تعالى فى جيدها حبل من مسد جملة من خبر مقدم ومبتدأ مؤخر فى موضع الحال من الضمير فى حمالة وقيل من أمرأته المعطوف على الضمير وقيل الظرف حال منها وحبل مرتفع به على الفاعلية وقيال هو خبر لامرأته وهى مبتدأ لامعطوفة على الضمير وحبل فاعل وعلى قراءة حمالة بالرفع وقيل امرأته مبتدأ وحمالة خبر وفى جيدها حبل خبر ثان أو حال من ضمير حمالة أو الظرف كذلك وحبل مرتفع به على الفاعلية أو امرأته عطف على الضمير وحمالة خبر مبتدأ محذوف أى هي حمالة وما بعد خبر ثان أو حال من ضمير حمالة على نظير مامر وفى التركيب غير ذلك من أوجه الاعراب سيذكر ان شاء الله تعالى وبعض ماذكرناه ههنا غير مطرد على