كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
لانفقنها الخ وعلى ما قبله تهجين أمر قلادتها لتأكيد ذمها بالبخل الدال عليه قوله تعالى حمالة الحطب على ما نقلناه سابقا عن قتادة ويحتمل غير ذلك ووجه التعبير بالجيد على ماذكر مما لايخفى وزعم بعضهم أن الكلام يحتمل أن يكون دعاء عليها بالخنق بالحبل وهو عن الذهن مناط الثريا نعم ذكر انها ماتت يوم ماتت مخنوقة بحبل حملت به حزمة حطب لكن هذا لايستدعى حمل ماذكر على الدعاء هذا 0 واستشكل أمر تكليف أبى لهب بالايمان مع قوله تعالى سيصلى الخ بأنه بعد أن أخبر الله تعالى عنه بأنه سيصلى النار لابد أن يصلاها ولايصلاها الا الكافر فالاخبار بذلك يتضمن الاخبار بانه لايؤمن أصلا فمتى كان مكلفا بالايمان متى جاء به النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ومنه ماذكر لزم أن يكون مكلفا بان يؤمن بان لايؤمن أصلا وهو جمع بين النقيضين خارج عن حد الامكان وأجيب عنه بأن ماكلفه هو الايمان بجميع ماجاء به النبى عليه الصلاة و السلام اجمالا لا الايمان بتفاصيل مانطق به القرآن الكريم حتى يلزم أن يكلف الايمان بعدم ايمانه المستمر ويقال نحو هذا فى الجواب عن تكليف الكافرين المذكورين فى قوله تعالى قل ياأيها الكافرون الخ بالايمان بناء على تعينهم مع قوله تعالى ولاأنتم عابدون ما أعبد الخ بناء على دلالته على استمرار عدم عبادتهم مايعبد عليه الصلاة و السلام وأجاب بعضهم بأن قوله تعالى سيصلى الخ ليس نصا فى أنه لايؤمن أصلا فان صلى النار غير مختص بالكفار فيجوز أن يفهم أبو لهب منه أن دخوله النار لفسقه ومعاصيه لا لكفره ولايجرى هذا فى الجواب عن تكليف أولئك الكافرين بناء على فهمهم السورة ارادة بالاستمرار وأجاب بعض آخر بان من جاء فيه مثل ذلك وعلم به مكلف بان يؤمن بما عداه مما جاء به صلى الله تعالى عليه وسلم وأجاب الكعبى وأبو الحسين البصرى وكذا القاضى عبد الجبار بغير ماذكر مما رده الامام وقيل فى خصوص هذه الآية أن المعنى سيصلى نارا ذات لهب ويخلد فيها ان مات ولم يؤمن فليس ذلك مما هو نص فى أنه لايؤمن وما لهذه الاجوبة وما عليها يطلب من مطولات كتب الاصول والكلام واستدل بقوله تعالى وامراته على صحة أنكحة الكفار والله تعالى أعلم سورة الاخلاص 2 1 وسميت بها لما فيها من التوحيد ولذا سميت أيضا بالاساس أصل لسائر أصول الدين وعن كعب كما قال الجاحظ بن رجب أسست السموات السبع والارضون السبع على هذه السورة قل هو الله أحد ورواه الزمخشرى عن أبى وأنس مرفوعا ولم يذكره أحد من المحدثين المعتبرين كذلك وكيف كان المراد فالمراد به كمال قال ماخلقت السموات والارضون الا لتكون دلائل على توحيد الله تعالى ومعرفة صفاته التى تضمنتها هذه السورة وقيل معنى تأسيسها عليها انها انما خلقت بالحق كما قال تعالى وما خلقنا السموات والارض ومابينهما لاعبين ماخلقناهما الا بالحق وهو العدل والتوحيد وهوان لم يرجع الى الاول لايخلو عن نظر وقيل المراد أن مصحح ايجادهما أى بعد امكانهما الذاتى ما أشارت اليه السورة من وحدته عز و جل واستحالة ان يكون له سبحانه تعالى شريك اذ لولا ذلك لم يمكن وجودهما لا مكان التمانع كما قرره بعض الاجلة في توجيه برهانية قوله تعالى لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا وفيه بعد وتسمى أيضا سورة قل هو الله أحد كما هو مشهور يشير اليه الاثر أيضا والمقشقشة لما سمعت فى تفسير سورة الكافرون وسورة التوحيد وسورة التفريد وسورة التجريد وسورة النجاة وسورة الولاية وسورة المعرفة لان معرفة الله تعالى انما تتم بمعرفة مافيها وفى اثر أن رجلا صلى فقرأها فقال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ان هذا عبد عرف ربه وسورة الجمال قيل لما روى انه عليه الصلاة و السلام قال ان الله جميل يحب