كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)

الجمال فسألوه صلى الله تعالى عليه وسلم عن ذلك فقال احد صمد لم يلد ولم يولد ولااظن صحة الخبر وسورة النسبة لورودها جوابا لمن قال انسب لنا ربك على ماستسمعه ان شاء الله تعالى وقيل لما اخرجه الطبرانى من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرايفى عن الوازع بن نافع عن أبى سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لكل شىء نسبة ونسبة الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد وهو كما قال الجاحظ ابن رجب ضعيف جدا وعثمان يروى المناكير وفى الميزان انه موضوع وسورة الصمد وسورة المعوذة لما أخرج النسائى والبزار وابن مردويه بسند صحيح عن عبد الله بن أنيس قال أن رسول الله صالى الله تعالى عليه وسلم وضع يده على صدرى ثم قال قل فلم أدرى ما أقول ثم قال قل هو الله أحد فقلت حتى فرغت منها ثم قال قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق فقلت حتى فرغت منها ثم قال قل أعوذ برب الناس فقلت حتى فرغت منها فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هكذا فتعوذ وما تعوذ المتعوذون بمثلهم قط ووسورة المانعة قيل لما روى ابن عباس أنه تعالى قال لنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم حين عرج به أعطيتك سورة الاخلاص وهى من ذخائر كنوز عرشى وهى المانعة تمنع كربات القبر ونفحات النيران والظاهر عدم صحة هذا الخبر ويعارضه ماأخرجه ابن الضريس عن أبى أمامة أربع آيات نزلت من كنز العرش لم ينزل منه غيرهن أم الكتاب وآية الكرسى وخاتمة سورة البقرة والكوثر وحكمه حكم المرفوع بل أخرجه الشيخ ابن حبان والديلمى وغيرهما بالسند عن أبى أمامة مرفوعا وسورة المحضر قيل لان الملائكة عليهم السلام تحضر لاستماعها اذا قرئت وسورة المنفرة قيل لان الشيطان ينفر عند قرائتها وسورة البراءة قيل لما روى أنه عليه الصلاة و السلام رأى رجلا يقروها فقال أما هذا فقد برىء من الشرك ولم أدر من روى ذلك نعم روى أبو نعم من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة عن مهاجر قال سمعت رجلا يقول صحبت النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فى سفر فسمع رجلا يقرأ قل ياأيها الكافرون فقال قد برىء من الشرك وسمع آخر يقرأ قل هو الله أحد فقال غفر له وعليه فألحق بهذا الاسم سورة الكافرون ولعل الاولى أن يقال سميت بذلك لما فى حديث الترمذى عن أنس من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة كتب الله تعالى له براءة من النار وسورة المذكرة لانها تذكر خالص التوحيد وسورة النور قيل لما روى من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ان لكل شىء نورا ونور القرآن قل هو الله أحد وسورة الايمان لانه لايتم بدون ماتضمنته من التوحيد وقد ذكر معظم هذه الاشياء الامام الرازى وبين وجه التسمية بها بما بين والرجل رحمه الله تعالى ليس بامام فى معرفة أحوال المرويات لايميز غثها من سمينها أو لايبالى بذلك فيكتب ماظفر به وان عرف شدة ضعفه وهى مكية فى قول عبد الله والحسن عكرمة وعطاء ومجاهد وقتادة مدنية فى قول ابن عباس ومحمد ابن كعب وأبى العالية والضحاك قاله فى البحر وخبر ابن عباس السابق ان صح ظاهر فى انها عنده مكية وفى الاتقان فيها قولان لحديثين فى سبب نزولها متعارضين وجمع بعضهم بينهما بتكرر نزولها ثم ظهلر لى ترجيح انها مدنية ا ه وعلى مافى الكتابين لايخفى مافى قول الدوانى انها مكية بالاتفاق من الدلالة على قلة الاطلاع وآيها خمس فى المكى والشامى أربع فى غيرهما ووضعت هنا قيل للوزان فى اللفظ بين فواصلها ومقطع سورة المسد وقيل وهو الاولى انها متصلة بقل ياأيها الكافرون فى المعنى فهما بمنزلة كلمة التوحيد فى النفى الاثبات ولذا يسميان المقشقشتين وقرن بينهما فى القراءة فى صلوات كثيرة على ماقاله بعض الائمة كركعتى الفجر والطواف والضحى وسنة المغرب وصبح المسافر ومغرب ليلة الجمعة الا انه فصل بينهما بالسورتين لما تقدم من الوجه ونحوه وكان في ايلائها سورة تبت ردا على أبى لهب بخصوصه وجاء فى أخبار كثيرة تدل على مزيد فضلها منها ما تقدم

الصفحة 266