كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
وربوبيته فلا معبود ولارب سواه عز و جل واختار بعد وصفه تعالى بما ورد له سبحانه من الصفات أن المراد الواحدية الكاملة وذلك على الوجهين كون الضمير للشأن وكنه للمسؤل عنه ولايصح أن يراد الواحد بالعدد أصلا اذ يخلوا الكلام عليه من الفائدة وذكر بعضهم أن الاسم الجليل يدل على جميع صفات الكمال وهى الصفات الثبوتية ويقال لها صفات الاكرام أيضا والاحد يدل على جميع صفات الجلال وهى الصفات السلبية ويتضمن الكلام على كونهما خبرين الاخبار بكون المسؤل عنه متصفا بجميع الصفات الجلالية والكمالية وتعقب بان الهية جامعة لجميع ذلك بل كل واحد الاسماء الحسنى كذلك لان الهوية الالهية لايمكن التعبير عنها لجلالتها وعظمتها الا بأنه هو هو وشرح تلك الهوية بلوازم منها ثبوتية ومنها سلبية واسم الله تعالى متناول لهما جميعا فهو اشارة الى هويته تعالى والله سبحانه كالتعريف لها فلذا عقب به وكلام الرئيس ينادى بذلك وسنشير اليه ان شاء الله تعالى وقرأ عبد الله وابى هو الله احد بغير قل وقد اتفقوا على انه لابد منها فى قل ياأيها الكافرون ولاتجوز فى تبت فقيل لعل ذلك لان سورة الكافرين مشاقة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم او موادعته عليه الصلاة و السلام لهم ومثل ذلك يناسب ان يكون من الله تعالى لان صلىالله تعالى عليه وسلم مأمور بالانذار والجهاد وسورة تبت معاتبة لابى لهب والنيى عليه الصلاة و السلام على خلق عظيم وأدب جسيم فلو امر بذلك لزم مواجهته به وهو عمه صلى الله تعالى عليه وسلم وهذه السورة توحيد وهو يناسب ان يقول به تارة ويؤمر بان يدعوا اليه أخرى وقيل فى وجه قل فى سورة الكافرون ان فيها مالا يصح ان يكون من الله تعالى كلا أعبد ماتعبدون فلا بد فيها من ذكر قل وفيه نظر لانه لايلزم ذكره بهذا اللفظ فافهم وقال الدوانى فى وجه ترك قل فى تبت لايبعد ان يقال ان القول بمعاتبة أبى لهب اذا كان من الله تعالى كان أدخل فى زجره وتفضيحه وقيل فيه رمز الى أنه لكونه على العلات عمه صلى الله تعالى عليه وسلم لاينبغى أن يهينه بمثل هذا الكلام الا الذى خلقه اذ لايبعد أن يتأذى مسلم من أقاربه لو سبه أحد غيره عز و جل فقد أخرج ابن أبى الدنيا وابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضى الله تعالى عنهما قال مرت درة ابنة أبى لهب برجل فقال هذه ابنة عدو الله أبى لهب فاقبلت عليه فقالت ذكر الله تعالى أبى بنباهة وشرفه وترك أباك بجهالته ثم ذكرت ذلك النبى صلى اله تعالى عليه وسلم فخطب فقال لايؤذين مسلم بكافر ثم ان اثبات قل على قراءة الجمهور فى المصحف والتزام قراءتها فى هذه السورة ونظائرها مع أنه ليس من دأب المأمور بقل ان يتلفظ فى مقام الائتمار الا بالمقول قال الماتريدى فى التأويلات لان المأمور ليس المخاطب به فقط بل كل احد ابتلى بما ابتلى به المأمور فاثبت ليبقى على مر الدهور منا على العباد وقيل يمكن ان يقال المخاطب بقل نفس التالى كأنه تعالى أعلم به أن كا أحد عند مقام هذا المضمون ينبغى أن يامر نفسه بالقول به وعدم التجاوز عنه فتامل والله تعالى الموفق وقوله تعالى الله الصمد مبتدأ وخبر وقيل الصمد نعت والخبر مابعده وليس بشىء 0 والصمد قال ابن الانبارى لاخلاف بين أهل اللغة أنه السيد الذى ليس فوقه أحد الذى يصمد اليه الناس فى حوائجهم وامورهم وقال الزجاج هو الذى ينتهى اليه السودد ويصمد اليه أى يقصده كل شىء وأنشدوا لقد بكلر الناعى بخير بنى أسد
بعمرو بنى مسعود وبالسيد الصمد وقوله علوته بحسام ثم قلت له
خذها خزيت فانت السيد الصمد وعن على أبن ابى طلحة عن ابن عباس انه قال هو السيد الذى قد كمل فى سودده والشريف الذى قد كمل فى شرفه والعظيم