كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)
بالعدل لم يستحق السلطنة وقيل ذلك تعليق الصمد بالله يشعر بعلية الالوهية للصمدية بناء على أنه فى الاصل صفة واذا كانت الصمدية نتيجة الالوهية لم يستحق الالوهية من لم يتصف بها وبحث فيه بأن الالوهية فيما يظهر للصمدية لانه انما يعبد لكونه محتاجا اليه دون العكس الا أن يقال المراد بالالوهية مبدأها وماترتب عليه لاكونه معبودا بالفعل وانما لم يكتف بمسند اليه واحد لاحد والصمد هو الاسم الجليل بان يقال الله الاحد الصمد للتنبه على ان كلا من الوصفين مستقل فى تعيين الذات وترك العطف فى الجملة المذكورة لنها كالدليل عليه فان من كان غنيا لذاته محتاجا اليه جميع ماسواه لايكون الاواحد او ماسواه لايكون الاممكنا محتاجا اليه أو لانها كالنتيجة لذلك بناء على ان الاحدية تستلزم الصمدية والغنى المطلق وبالجملة هذه الجملة من وجه تشيه الدليل ومن وجه تشبيه النتيجة فهى مستأنفة أو مؤكدة وقرأ أبان بن عثمان وزيد بن على ونصر بن عاصم وابن سيرين والحسن وأبن أبى أسحق وأبو السمال وأبو عمر وفى رواية يونس ومحبوب والاصمعى واللؤلؤى وعبيد أحد الله بحذف لتنوين لالتقائه مع لام التعريف وه موجود فى كلام العرب وأكثر مايوجد فى الشعر كقول أبى الاسود الدؤلى فألفيته غير مستعتب
ولاذاكر الله الاقليلا وقول الآخر عمرو الذى هشم الفربد لضيفه
ورجال مكو مسنتون عجاف والجيد هو التنوين وكسره لالتقاء الساكنين وقوله تعالى لم يلد الخ على نحو ماسبق ونفى ذلك عنه تعالى لأن الولادة تقتضى انفصال مادة منه سبحانه وذلك يقتضى التركيب المنافى للصمدية والاحدية أو لأان الولد من جنس أبه ولايجانسه سبحانه تعالى أحد لانه سبحانه واجب وغيره ممكن لان الولد على ماقيل يطلبه العاقل اما لاعانته أو ليخلفه بعده وهو سبحانه دائم باق غير محتاج الى شىء من ذلك والاقتصار على الماضى دون أن يقال لن يلد لوروده ردا على من قال أن الملائكة بنات الله سبحانه أو المسيح ابن الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ويجوز أن يكون المراد استمرار النفى وعبر الماضى لمشاكلة قوله تعالى ولم يلد وهو لابد أن يكون بصيغة الماضى ونفى المولودية عنه سبحانه لاقتضائها المادة فيلزم التركيب المنافى للغنى المطلق والاحدية الحقيقية أو لاقتضائها سيق العدم ولو بالذات أو لاقتضائها المجانسة المستحيلة وقدم نفى الولادة لانه الاهم لان طائفة من الكفار توهموا خلافه بخلاف نفى المولودية أو لكثرة متوهمى خلاف الاول دون خلاف الثانى بناء على أن النصارى يلزمهم بواسطة دعوى الاتحاد القول بالولادة والمولودية فيمن يعتقدونه الها وذلك على ماتضمنته كتبهم انهم يقولون ان الاب هو الاقنوم الاول من الثالوث والابن هو الثانى الصادر منه صدوره أزليا مساويا بالازلية وروح القدس هو الثالث الصادر عنهما كذلك والطبيعة الالهية واحدة وهى لكل من الثلاثة وكل منها متحد معها ومع ذلك هم ثلاثة جواهر لاجوهر واحد فالاب ليس هو الابن والابن ليس هو الاب وروح القدس ليس هو الاب ولا الابن وهما ليسا روح القدس ومع ذا هم اله واحد اذلهم لاهوت واحدة وطبيعة واحدة وجوهر واحد وكل منهم متحد مع اللاهوت وان كان بينهم تمايز واللأول هو الوجود الواجب الجوهرى والثانى هو العقل الجوهرى ويقال له العلم والثالث هو الادارة الجوهرية ويقال لها المحبة فالله ثلاثة أقانيم جوهرية وهى على تمايزها تمايزا حقيقيا وقد يطلقون عليه اضافيا أى باضافة بعضها الى بعض جوهر وطبيعة واحدة هو الله وليس يوجد فيه غيره بل كل ماهو داخل فيه عين ذاته ويقولون ان فيه تعالى عما يقولون أربع أضافات أولاها فاعلية التعقيل فى الاقنوم الاول ثانيتها مفعولية التعقل فى الاقنوم الثانى