كتاب روح المعاني (إحياء التراث العربي) (اسم الجزء: 30)

أول وآخر قرآن زجه با آمد وسين
يعنى اندرد وجهان رهبر ما قرآن بس ومثله من الرموز كثير لكن قيل لاينبغى أن يقال أن مراد الله عز و جل فلى هذه السورة الى الاستعانة به تعالى شأنه كما أرشد جل وعلا اليها فى الفاتحة بل لايبعد أن يكون مراده تعالى على القول بان ترتيب السور يوحيه سبحانه من ختم كتابه الكريم بالاستعاذة به تعالى من شر الوسواس الاشارة كما فى الفاتحة الى جلالة شأن التقوى والرمز الى أنها ملاك الأمر كاه وبها يحصل حسن الخاتمة فسبحانه من ملك جليل ماأجل كلمته ولله در التنزيل مأحسن فاتحته وخاتمته وبعد فهذا والحمد لله تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا فأسعدنى وله الشكر بالتوفيق لتفسير كتابه العزيز الذى لايذل من لاذ به 0 فاذ وفقتنى يا الهى لتفسير عبارته ووقفتنى على ماشئت من مضمر اشارته فاجعلنى يارباه ممن يعتصم بمحكم حبله ويتمسك بعروته الوثقى ويأوى الى المتشابهات الى حرز معقله ويستظل بظلال كهفه الاوقى وأعذنى من وساوس الشيطان ومكايده ومن الارتباك بشباك غروره ومصايده واجعله وسيلة لى الى أشرف منازل الكرامة وسلما أعرج فيه الى محل السلامة فطالما يا الهى أسهرتنى أياته حتى خفقت برأسى سنة الكرى فلم الاوقد لطمتنى من صفاح صحائف سورة ذات سوار وكم وكم سرت بى يامولاى عباراته حتى حققت لى دعوى عند الصباج يحمد القوم السرى فلم أشعر الا وقد تلفعت نواعس السوادىمن فضل مئزر مهاة الصبح بخمار ولم أزل أسود الأوراق فلى تحرير ماأفضت على حتى بيض نسخة عمرى المشيب وأجدد النظر بتحديق الاحداق فيما أفيضت من المشايخ الى حتى بل برد شبابى القشيب 0 هذا ماقاسيته من خليل غادر وجليل جائر وزمان غشوم وغيوم أبلها غموم 0 الى أمور انت ياالهى أعلم ولم يكن لى فيها سواك من يرحم 0 وأكثر ذلك ياألهى قد كان حيث أهلتنى لخدمة كتابك ومننت على من غير حد بالفحص عن مستودعات خطابك فاكفنى اللهم بحرمته مؤنة معرة العباد وهب لى أمن يوم المعاد وأذنى بلطفك وأعذنى بنعمتك ووفقنى للتى هى أزكى واستعملنى بما هو أرضى واسلك بى الطريقة المثلى وذودنى مطيات الهدى وزودنى باقيات التقى وأصلح ذريتى وبلغنى بهم أمنيتى واجعلهم علماء عاملين وهداة مهدين وكن لى ولهم فى جميع الامور واحفظنى واحفظهم من فتن الغرور وأيد اللهم خليفتك فى خليقتك ووفقه بحرمة كلامك لاعلاء كلمتك وصل وسلم على روح معانى الممكنات على الاطلاق وروح معانى قلوب المؤمنين والمؤمنات فى سائر الآفاق 0 وعلى آله وأصحابه وكل من سلك سنن سنته واقتفى

الصفحة 288